كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب استعمال الفعل المعتل مع الضمير

صفحة 263 - الجزء 1

  وإذا دعونك عمهنَّ فإنَّه ... نسب يزيدك عندهن خبالا⁣(⁣١)

  وتقول في المستقبل يرمين ويدعون ولا تقل يَدعين، فذلك لحن؛ قال الله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ}⁣[البقرة: ٢٣٧]، وقال: {مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا}⁣[النور: ٦٠]. وقال الشاعر: (رجز)

  يطفون في الآل إذا الآل طَفَا

  يعني الإبل. وقال آخر يصف القوافي: (بسيط)

  يغدون مُغتربات في البلاد فَلَا ... يزلنَ يُؤنسن في الآفاق مُغتربا⁣(⁣٢)

  وإنما أوسعت لك التمثيل في هذا الفصل لأنه موضع تهافت فيه العامة فإن أمرت بهذا الفعل قُلت: يا نساء اغزونَ زيدًا، وارمينه، والفرق بين قولك: النساء يدعون ربهن، والرجال يدعون ربهم من أربعة أوجه:

  أحدُها أن الواو في المؤنث واو علة من نفس الفعل، وهي في المذكر واو ضمير الفاعل، وحرف العلة ساقط.

  والثاني: أن فعل المؤنث مبني لاتصال نون جماعة المؤنث به، وفعل جماعة المذكر معرب.

  والثالث: النون في فعل المؤنث اسم مضمر مرفوع الموضع لحق الفاعل. والنون في فعل جماعة المذكر حرف علامة الرفع.

  والرابع: أن وزن يدعونَ في المؤنث يفعلن مثل: يدخلن ويخرجن. ووزن يدعون في المذكر يفعلون مثل: يدخلون، ويخرجون.

  فصل: فإن كان فعل المؤنث مُعتلاً بالألف قُلت في المفرد: خشيت تخشين يا امرأة بكسر ما قبل الياء في الماضي وفتحها في المستقبل، وكذلك تفتح ما قبل الياء في الأمر فتقول: اخشي ربك وارضي بقضائه. وكذلك جماعة المؤنث نحو أن


(١) البيت للأخطل، نسبه إليه صاحب عيون الأخبار ابن قتيبة: ٤/ ١٢١.

(٢) البيت في شرح ديوان أبي تمام: ١/ ٢٣٨.