باب استعمال الفعل المضاعف
  تقول: خشين وتخشين قال الله تعالى: {وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ}[الأحزاب: ٥١]، وتقول: اخشين الله وارضين بالقضاء. وآخر أحكام المثنى المؤنث على أحكام المذكر سواء فهذه فروق قد أوضحناها لك على حسب ما سألت فافهم ذلك وبالله التوفيق.
باب استعمال الفعل المُضَاعَفَ
  اعلم أن الأفعال المضاعفة وهي مثل مرّ، وجرّ، وخط، وشدّ، ومد، وسرّ، وغم وكرّ، وفرّ، وخص، وعمّ، تنقسم ثلاثة أقسام: ضرب منها يجب فيه إظهار الحرفين جميعًا. والضربُ الثاني: يجب فيه إدغام أحدهما في الآخر. والضرب الثالث: يجوز فيه الإدغام والإظهار.
  فصل: أمَّا الضرب الأول الذي يجب فيه إظهار الحرفين، ولا يجوز الإدغام فهو كل موضع سكن فيه الآخر من الحرفين، فيجب إظهارهما؛ لأنه لا يدغم بساكن، وذلك إذا اتصل به ضمير المتكلم والمُخاطب مفردًا ومثنى ومجموعا حاضرًا وضمير جماعة المؤنث حاضرًا وغائبًا، وضمير المؤنث المفرد حاضرًا، والمثنى من المذكر والمؤنث حاضرًا وذلك مثل كررتُ أنا، وفررتُ يا رجل، وفررنا وفررتم ومررتن يا نساء والنساء، مررن ومررت يا امرأة، ومررنا لا يجوز فيه غير ذلك. واعتبره مع كل ضمير يسكن له آخر الفعل في الماضي والاستقبال؛ مثل: يمددن وامددن في فعل جماعة المؤنث خاصة والعامة تُفسده بأن تبدل أحد الحرفين ياء، أو ألفًا فتقول: مريتُ ومرات وعميت وخصات، وكل ذلك فاسد. وإبدال الياء أقرب على ضعفه لأن من العرب من يقلب أحد الحرفين المثلين ياءً قال الشاعر: (وافر)
  ولكن العتاق من المطايا ... حسينَ بِهِ فَهُنَّ إليه شُوسُ(١)
(١) البيت نسب إلى أبي زبيد الطائي انظر: الجمل للزجاجي ٣٨٨.