باب استعمال الفعل المضاعف
  وقال آخر: (وافر)
  إذا ما عُدَّ أَرْبَعَةٌ فِسالٌ ... فبعلك خامش وأبوك سادي(١)
  ومثله (رجز)
  والشيخ بعد الخمس ساديهنَّة
  أراد وأحسن وسادس، قال العجاج: (رجز)
  قواطنا مكة من ورقِ الحَمَى(٢)
  أراد الحمام وذكر ذلك سيبويه وغيره.
  فصل: وأما الضرب الثاني الذي يجب فيه الإدغام ولا يجوز الإظهار: فهو كل موضع تحرك فيه الحرفان جميعًا في إعراب أو بناء، فإنَّه يجب تسكين الأول، وإدغامه في الثاني لأن حرفًا لا يدعم حتى يُسكن كما لا يدغم في حرف حتى تحرك وذلك مثل: الفعل الماضي مثل خط، ودق ومرّ، لأن الماضي مبني على الفتح ما لم يتصل به ضمير. ومن المستقبل مثل يخط، ويدق، ويمر، ولن يدق، ولن يخطّ لأن المستقبل يُعربُ بالرفع والنصب فيتحرك آخره وكذلك لو اتصل بهما ضمير الفاعل الغائب وضمير المفعول الحاضر، أو الغائب لوجب الإدغام للعلة المقدمة فتقول: زيد مرَّ ومرَّ أو مرُّوا، ومرت ومرتا حتى تأتي إلى جماعة المؤنث؛ فتقول: مررن بسكون ما قبل النون، ولو أدغمتَ لاجتمع ساكنان واللسان لا ينطق بذلك تقول في ضمير المفعول خصني وعمنا. وخصك، وعمك. وعمكم، وخصهما، وخصهن لا يجوز إظهار شيء من ذلك وشبهه. وكذلك حكم الأسماء مثل خاص، وعام، ومار، وشواب ودواب، وعوام، وهوام، حتى تدخل الزيادة فرقًا بين المثلين فيبرز وذلك مثل مخطوط، ومخصوص، ومعموم وشبهه.
  فصل: وأما الضرب الثالث الذي يجوز فيه الإدغام والإظهار فذلك في الأفعال المجزومة، وأفعال الأمر إلا حيث يتحركان جميعًا فتقول: مر، وامرر، ولم
(١) البيت لامرئ القيس، انظر: ديوانه ٤٥٩.
(٢) البيت نسب إلى العجاج، انظر: الكتاب: ١/ ٨.