كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب أحكام الفعلين اللذين يذكر معهما معمول واحد فيبتدرانه

صفحة 270 - الجزء 1

  ويكون التقدير كما صليت على إبراهيم وباركت فيه ورحمته وترحمت عليه.

  فصل: وإن جئت بفعلين متعديين على القول الكوفي قُلت: نفعني وشكرته زيد، ونفعني وشكرتُهما الزيدان. ونفعني وشكرتهم الزيدون. وتقول في اللازمين: قام وقعد زيد، وقام وقعدا الزيدان، وقام وقعدوا الزيدون فإن كان متعديًا إلى اثنين قلت ظنني وظنته عالمًا وظنني وظننتهما عالمين الزيدان عالمًا. وظنني وظننتم عالمين الزيدون عالمًا؛ قال امرؤ القيس في إعمال الأول:

  ولو أن ما أسعى لأدنى معيشة ... كفاني ولم أطلب قليل من المال⁣(⁣١)

  فأعمل كفاني ورفع قليلاً به ولو أعمل أطلب لقال قليلاً. وقال عُمر بن أبي ربيعة: (وافر)

  وقد نغنى بها ونرى عُصُورًا ... بها يقتدنا الخُرد الخدالا⁣(⁣٢)

  فأعمل نَرَى ونصب بِهِ الخِردَ الخِدال، ولو أعمل يقتدننا لرفع الخرد فاعلاً فقال يقتدننا الخرد، الخدال وقال عدي بن زيد العبادي:

  فطاوع أمرهُم وعَصَى قَصيرا ... وكان يقولُ لو نفع اليقينا⁣(⁣٣)

  فأعمل يقول: أي يقول اليقين. ولو أعمل نفع لرفع اليقين وقس على ما مثلت، ما ورد عليك من هذا الباب وينبغي لك أن تُروض نفسك في تقديم ما أخرت وتأخير ما قدمت فتقول في مثل ضربني وضربت زيدا، أو زيد ضربتُ وضربني زيد، أو زيدًا. ثم تثني وتجمع وتذكر وتؤنث. وتأتي بالفعلين لازمين ومتعديين إلى واحد وإلى اثنين تجوز الاقتصار على أحدهما أو لا يجوز، ومتعديين إلى ثلاثة وبحرف جر يجوز حذفه، وبحرف جر لا يجوز حذفه ثم تستعمله ماضيا وحالاً واستقبالاً، وأمرًا ونهيًا، وتجمع بين ثلاثة أفعال مثل: صليتُ، وباركتُ،


(١) البيت في ديوانه: ٣٩.

(٢) البيت لعمر بن أبي ربيعة، وهو غير موجود في ديوان عمر، وانظر: الإنصاف/ ٨٦، نسبه إلى المرار نقلاً. عن سيبويه.

(٣) البيت في ديوانه: ١٨٢.