باب الاستخبار
  وظاهرًا فقالوا: إيَّاك الطريق وإيَّاك الأسد، والتقدير: الزم الطريق ولا تقرب الأسد، فالأسد منصوب بإياك وإياك بالفعل المقدر. وقس على ذلك تُصب إن شاء الله تعالى.
باب الاستخبار
  وفيه ثلاثة أسئلة: كم أدواته؟ وعَلَى كَمْ ينقسم؟ وما أحكامُها؟
  فصل: أما كم أدوات الاستخبار فهي اثنتا عشرة: الهمزة، وأم، وهل، ومن، وما، وكيف، وكم، وأي، وأين، وأنى، وأيان، ومتى مثال الجميع: أعندك زيد أم عمرو؟، وهل لك مال؟، ومن أبوك؟، وما اسمك؟، وكيف حالك؟، وكم إخوتك؟، وأي القوم أنت؟، وأين بيتك؟، وأنى لك هذا؟، وأيَّان مرساها؟، ومتى تقوم؟ قال الله تعالى: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ}[الدخان: ٣٧] وقال تعالى: {هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا}[الأنعام: ١٤٨]، وقال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[لقمان: ٢٥]، وقال تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ٤٢}[المدثر]، وقال تعالى: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ}[التوبة: ٧] وقال عز من قائل: {كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ١١٢}[المؤمنون]، وقال: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٣}[الرحمن]، وقال تعالى: {أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ٦٢}[القصص]، وقال: {يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا}[آل عمران: ٣٧] وقال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}[الأعراف: ١٨٧]، وقال: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ}[البقرة: ٢١٤]. فمتى جاء الاستخبار من مخلوق كان سؤالاً عن شيء مجهول غالبًا. ومتى كان مِنَ الله تَعَالى كان تقريرا، وتوقيفا أو توبيخًا وتقريعًا؛ لأنه لا يجهلُ شيئًا ولا يغيب عنه – ø – وتقدس وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور، ويعلم السر وأخفى.