باب علل البناء والإعراب
  امتلأ الحوضُ وقال قطني(١)
  وشبهها بالأفعال فعمدها بنون الوقاية، وقال آخر: (كامل)
  قدك اتئب أربيتَ في الغُلواء(٢)
  ويجوز قدني مثل قطني في البيت وقدِي وقطي. قال الشاعر: (وافر)
  قدي الآن مِنْ زرءٍ عَلَى هَالِكِ قَدِي(٣)
  أي:
  والمعرب من الأفعال ضربان فعلُ الحال وفعل الاستقبال.
  فالحال مثل: هو الآن يأكل ويدرس. ولا يدخل عليه عامل لفظي. والاستقبال مثل سوف يأكل، وسوف يدرس، وتدلُّ عليه النواصب، والجوازم، مثل: لم يأكل، ولن يدرس.
  فصل: وأما كم علل البناء والإعراب؟ فهي خمس: ثلاث منها لبناء الاسم، واثنتان لإعراب الفعل فعلل البناء في الاسم مشابهة الحرف وتضمن الحرف، ووقوعها موقع مبني ولا يبنى شيء منها إلا لإحدى هذه العلل. فالذي يُبنى لمشابهة حرف ثلاثة أنواع المضمرات وأشبهت الحروف من حيث كان معناها في غيرها وذلك أنها تحتاج إلى ظاهر يُفسرها. وتعتمد عليه كاحتياج الحرف إلى شيء يتعلق به ويوصل معناه.
  والموصولات؛ وأشبهت الحرف من حيث كانت تدل على معنى في غيرها وهو الصلة والحرف يدل على معنى في غيره، وذلك المعنى فيهما جميعًا لا يقترن بالزمان لأن الفعل وإن دل على معنى في غيره فهو يقترن بالأزمنة. وكل ظرف لا ينفصل من الإضافة إلا عند وذلك مثل: إذ، وإذا ولدن. فأشبهت حرف الجر من حيث كانت لا تنفصل عن الإضافة. وحرف الجر لا يزال متصلاً.
(١) البيت لم ينسب لقائل انظر اللسان مادة (قطط): ٩/ ٢٥٧.
(٢) هو أبو تمام، والبيت تقدم ذكره.
(٣) البيت في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي: ٢/ ٨٩٦، ولم ينسبه.