كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب علل البناء والإعراب

صفحة 295 - الجزء 1

  وأما ما بني لتضمن حرف فأربعة أنواع وهي: أسماء الاستفهام؛ لأن كلها متضمن للهمزة، ومؤدي معناها وأسماء الشرط وكلها يتضمن أن. ونوع من الظروف والغايات مثل: أمس المعروفة تتضمن الألف واللام للعهد، والآن، تضمن الألف واللام للحضور لأن أصله إلا لأن يوزن الفعلان، وقبل، بعد، وقط، من الغايات متضمنة لحرف الإضافة. ونوع من المعدولات مثل: حذام، وقطام، ويسار، ويا غدار، لأن كل ذلك متضمن تاء التأنيث في حاذمة، وغادرة، وميسرة، وقس عليه.

  والمركبات مثل خمسة عشر وسيبويه يتضمن حرف العطف، لأن أصله خمسة وعشرة وسيب وويه منه لا إله إلا الله يتضمن من على تقدير: لا من إله إلا الله.

  وأما ما بُني لوقوعه موقع مبني فثلاثة أنواع المبهمات نحو قولك: هذا وقع موقع أشر أو نبه. وأسماء الأفعال مثل: صه، ونزال، وقع موقع اسكت، وانزل.

  والمناديات مثل: يا زيد، ويا رجل، وقع موقع: أنت أنادي وإياك أنادي على حسب الخلاف.

  فهذه قسمة المبنيات على العلل الصحيحة المطردة. وقد ذكروا عللاً غير هذه منها ما يجوز، ومنها ما يمتنع ولا. يصح الاعتلال به.

  فالجائز مثل قولهم: بنيت المضمرات والمبهمات لاختلاف صيغها فأغنى اختلاف صيغها عن اختلاف إعرابها وإنما جعلنا هذه علة جائزة ولم تكن واجبة لأنها من ذات الاسم وأصله الإعراب. وقيل أيضًا بُنيت المبهمات لتضمنها حرف الإشارة ولا ينطق به أظنهم أرادوا حرف المضارعة في أشير، أو أنبه، وشرط العلة أن تكون ظاهرة، وهذه علة حكيمة وقيل بني يا زيد، ولا إله إلا الله للتركيب مع الحرف. وبني خمسة عشر ونحوه لتركيب الاسم مع الاسم وهما معرضان للفصل والبناء لا يزال بحال.

  وقيل: بني الناقص لأنه بعضُ كلمة. وبعضُ الكلمة لا يُعرب، وليس بعلة.