أكثر ما في هذا الباب ابن دريد في أبيات مصنوعة يذكر اللفظة في أول البيت مقصورة ويذكرها في القافية ممدودة.

بَابُ الممدود المقيس

  اعلم أنَّ هذا الباب يَشْتَمِلُ عَلى علمٍ واسع لأن كل وزن منه يدخل منه إلى واد من الممدود عظيم. وإنَّ هذا الباب والذي بعده ليكادان يأتيان على أكثر كلام الناس في الممدود والمقصور. فتصفحهما تصفّح مثلك تصب منهما فوائد جليلة إن شاء الله سبحانه في هذا الفن.

  والممدود المقيس ينقسم إلى ضربين: أسماء، ومصادر.

  فصل: فالأسماء غير المصادر ستة أوزان أولها كل اسم مفرد يُجمع على أفعلة نحو: كساء، ورداء، من مكسور الأول. وغداء، وعشاء، من مفتوح الأول لأن جمعه أكسية وأردية، وأغذية وأعشية. وقس عليه مثل: الحذاء، والرشاء، والإناء، والرعاء، والوكاء، واللحاء، والغطاء، والقضاء، واللحاء والفناء، ومثل: الغناء، والعطاء، والجزاء، وما أشبه ذلك.

  والثاني: ما جاء على فعلاء وأفعلاء، جمع فعيل، وفاعل، نحو: فقهاء، وأنبياء، جمع فقيه ونبي، وقس على الفقهاء، ظرفاء وخلفاء، وحكماء، وعُلماء، وأدباء، وخطباء، وكرماء، ونجلاء، وعقلاء، وجهلاء، وصغراء، وكبراء، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}⁣[فاطر: ٢٨] وقال: {ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ}⁣[البقرة: ٢٢٦]. وقال: {خُلَفَاءَ الْأَرْضِ}⁣[النمل: ٦٢]، وقال: {سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا}⁣[الأحزاب: ٦٧]، وقس على الأنبياء، الأوصياء، والأرعياء، وأولياء، وأشقياء، وأصفياء، وأدهياء، قال تعالى: {جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ}⁣[المائدة: ٢٠]، وقال: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ}⁣[الأحزاب: ٤]، وقال: {أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ}⁣[الأحقاف: ٣٢].

  والثالث: ما جاء على فعلاء صفة لمؤنث لونًا مما يكون مذكره أفعل نحو: