كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب المقصور المقيس

صفحة 325 - الجزء 1

  والضربُ الثاني: مصدر الثلاثي وهو على ضربين: صوت، وغير صوت، فجمع الأصوات ممدودة مثل: الدعاء، والنداء، والبكاء – الصراخ –، ورغاء الناقة، وثُغاء الشاة، وعواء الذئب، وصواء الكلب، وضغاء الثعلب، وما أشبه ذلك وغيرُ الأصوات لا ينحصر بل يجيء بعض الوزن الواحد ممدودًا وبعضه مقصورًا مثل: رَضِي يرضى رضى. وعمي يعمَى عَمَّى. وردي ردَّى. هذا مقصور وتقول: لقي يلقى، لقاء. وفني فناء وبقي بقاء ونفى الثوب نفاء.

  فهذا وشبهه ممدود من فعل يفعل ومثله في فعل يفعل مثل: هدى هدى، وحمى حمى، مقصور وقضَى يقضي قضاء وبنى بناء وبغى الشيء بغاء أي طلبه ممدود. فأما فعل يفعل بفتح العين في الماضي وضمها في المستقبل. فالغالب عليه المد مثل: زَكَا الشيء يزكو زكاءً، ونما نماء، ودعا دعاء، وشكا يشكو شكاءً، وجفى حمل البعير – جفاء، فقس من هذا المصدر ما انقاس لك وارجع فيما أشكل عليك منه إلى السماع تصب إن شاء الله تعالى.

باب المقصور المقيس

  وهو ينقسم على ضربين ضربٌ من المصادر، وضرب من الأسماء غير المصادر، فالذي من الأسماء غير المصادر ستة أوزان:

  أولها: فعلى مضموم الأول ساكن الثاني مثل دنيا، وعُليا، وبشرى، وأخرى، وعُظْمَى، وصُغْرَى، وكُبْرَى، وسُفْلَى، وقس عليه.

  والثاني: ما جاء على فِعْلَى مكسور الأول ساكن الثاني مثل: عيسى، وذكرى، وشعرى، وكسرى، وذفري - وهو العظم الناتئ خلف الأذن – وقس عليه بابه.

  الثالث: ما جاء على وزن فَعْلى مفتوح الأول ساكن الثاني ما لم يكن لونا غالبًا فإنَّه يقصر سواء كان لمفرد أو لجمع. فالمفرد مثل: غضبى، وسكرى، وعطشى، وريا. وفي الجمع مثل قولك: قوم جرحى، وقتلى، وصرعى وأسرى.

  وقلنا غالبًا احترازًا من صحراء، وصحارى، وعذراء وعذارى، فإنَّه يُمد.