كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب قسمة التصريف

صفحة 342 - الجزء 1

  ووسطا وآخرًا، وألف القطع، وألف الوصل.

  وأما المسموع الذي لا يقاس عليه فهو عشرة أحرف الألف، والهمزة والتاء، والحاء، والخاء، والنون، والواو، والفاء، والهاء، والياء، يجمعها قولهم: (أتيح خوف هنا) حُذِفَتْ هذه الحروف في مواضع مخصوصة فحذفت الألف في موضعين قولهم: أم الله، لأفعلنَّ كذا يُريدونَ أما والله؛ قال لبيد: (رمل) وقتيل من لكيز شاهد ... رهط مرجوم ورهط ابن المعل

  أراد: المُعلّى.

  والهمزة تُحذف في ستة في قولك: الله أصله: الإلاه فحذفت لكثرة الاستعمال وصار الألف واللام عوضًا منها ولو سقطتا لقلت: إلاه ولم يجز لاه، وكذلك الناس أصله: الأناس فحذفت الهمزة وعوض منها الألف واللام. فإن نكرت رجعت إلى الأصل. فقلت: أناس. ولم يجز ناس. قال الله تعالى: {إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ٨٢}⁣[الأعراف]. وقال امرؤ القيس: (طويل)

  كبيرُ أناسٍ فِي بِجَادٍ مُزَمَّلِ⁣(⁣١)

  وحذفوا همزة الأصل في الأمر في قولهم: خُذْ، وكُل، ومُر. وأصله: أأخذ، أأكل، أأمر ولكنها تحدث ألف وصل إذا كان ما بعد الهمزة ساكنا وذلك نحو قوله: {ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا}⁣[طه: ٦٤]، وتُزاد وإن تحرك نحو: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ}⁣[طه: ١٣٢] إلا أن هذا النوع الآخر لا يكون إلا مع الوصل ولو ابتدأت به لقلت مر أهلك وكذلك تسقط همزة الأصل وإن كانت عينا في الابتداء في مثل: {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ}⁣[البقرة: ٢١١]، ولو وصلت قلت: (واسأل بني إسرائيل). فإذا


(١) البيت من البحر الطويل وهو في ديوانه، ٢٥، وصدره (كأنَّ أبانا في أفانين ورقه). ولكن في الأحاجي النحوية للزمخشري/ ٣٠. (كأن ثبيرًا في عرانين وبله). ورواه كرواية الزمخشري ابن ناقيا البغدادي في الجمان في تشبيهات القرآن /٣٩١، ونسب إلى امرئ القيس كما في السيرة النبوية: ٢/ ٥٢.