كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب قسمة التصريف

صفحة 343 - الجزء 1

  كانت لاما لم تسقط مثل: جاء يحيى وجيء يا فلان، ومثله: ترى أصله ترأى، وربَّما رده الشاعر إلى أصله قال سراقة البارقي⁣(⁣١): (وافر)

  أرى عَيْنَيَّ ما لم يرأياه ... كِلَانَا عالم بالترهَاتِ

  ومثله قوله تعالى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي}⁣[الكهف: ٣٨] تقديره: لكني أنا أقول هو ربي، وقال: سبا، وملك والأصل: سبأ، وملاك، وحذفت في سواية والأصل سوائية بوزن كراهية وحذفت أيضًا في أشياء والأصل أشئياء، كأنبياء ولذلك لم تنصرف ولو كان على أفعال لانصرف كأسماء وهذا قول الأخفش والفراء والزيادي. وقال الخليل وسيبويه والمازني وزنه أشياء وأصله شياء على فعلاء. وقال أبو حاتم وزنه أفعال إلا أنه غير مصروف، ولهم في ذلك اعتلال طويل. والعلة في حذف همزة الأصل من الأمر إذا ابتدأت بها، وإثباتها في الوصل أنها متى سكنت مع حرف المضارعة احتجت إلى همزة الوصل لتتوصل بها إلى النطق بالساكن ثم كرهوا الجمع بين همزتين فحذفوا همزة الأصل لا همزة الوصل، وهمزة الوصل إنّما يتوصل بها إلى النطق بالساكن فإذا تحرك الحرف استغنى عنها فحذفت فقلت: فإن عطفت أعدت همزة الأصل لأنك قد وصلت بحرف العطف إلى النطق بالساكن فلم تكن جامعا بين همزتين.

  والباء: تحذف في كلمتين في قولهم: رب رَجُلٍ لقيني. قال الشاعر:

  ربَّ هَيْضَلٍ لَجَبٍ لَفَفْتَ بِهَيْضَلٍ⁣(⁣٢)


(١) سراقة البارقي: شاعر معاصر للحجاج ووقع أسيرًا بيده، فزعم له أنه رأى ملائكة على خيل بلق تحارب جيش المختار فأطلق سراحه والبيت من الوافر وقد نسب إلى سراقة في الخصائص: ٣/ ١٥٣، وفيه: (ترأياه) نسبة المحقق ونسبه شارح ديوان ابن قيس الرقيات / ٢٨٢، ونسبه ابن جني له وديوان سراقة، ٧٨ والنوادر لأبي زيد/ ١٨٥، والمغني لابن هشام: ١/ ٢٧٧، وشرح شواهد المغني للسيوطي ٢٣٢. وفيه: (ترأياه). الترهات: الأباطيل، واحدها ترهة.

(٢) البيت من الكامل وهو إلى أبي كبير الهذلي وصدره: (أزهير إن يشب القذال فإنَّه) التصريف الملوكي / ٤٤، (مرسى) بدل (لجب) انظر: ديوان الهذليين: ٢/ ٨٩، وفي اللسان مادة =

=