كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب تغيير الحركة والسكون في التصريف

صفحة 348 - الجزء 1

  اجتمعا آخر كلمة في مثل: يشد، ويمد، أصله: يمدد، ويشدد، فإنَّك تنقل حركة الأول منها إلى الساكن قبله فإذا سكن أدغمته في الثاني فقلت: يشد، ويمد وكذلك لو كان ما قبله متحرك بركًا سكنته وأدغمته فقلت في شدد، ومدد شد، ومد. فصل: وأمَّا تغيير الحركة والسكون للفرق بين ملتبسين، فهو على ستة

  أضرب:

  الأول: الفرق بين المفرد والجمع في مثل: أسد، وأسد، وعمد، وعُمَدٍ، ووثن، ووثن.

  والثاني: الفرق بين الفاعل والمفعول في باب فعلة وفعلة ساكن العين ومتحركها مثل: لقطة، ولُقَطَةٍ مفتوح فاعل وهو الرجل الملتقط وساكنها مفعول وهو الشيء الملقوط ومثله ضحكة للذي يضحك بالناس وضحكة للذي يضحك به الناس وقس عليه بابه مثل همزة، وهمزة، وهزأة وهُزّأة، ولَعَنَة ولَعَنَةٍ، ولُمَزة، ولُمْزَةٍ. الثالث: الفرق بين المرة والحالة فالمرة فعلة بفتح الفاء والحالة فعلة بكسر الفاء وعينها ساكنة.

  فالمرة مثل قولك: ضرب ضربة وجلس جلسة وركب ركبة، وقتل قتلة، وكال كيلة، إذا فعل ذلك مرة واحدة. فإن أردتَ أن تصف حالته فاعلاً كسرت الفاء فقلت ما أحسن ضربة فلان وجلسته وركبته وإكلته وأسوأ قتلته، وكيلته ومنه قولهم: قَتَلَهُ شرَّ قِتْلَة، وفي المثل: أحشفا وسوء كيلة يا هذا.

  الرابع: الفرق بين المصدر الذي هُوَ الحدث وبين الاسم الذي هو الجثة إذا اتفقت حروفهما وكان المصدر بوزن فعل كانت فاؤه مفتوحة وفاء الاسم مضمومة نحو: أكل أكلاً، والأكلُ الشيء المأكول قال الله تعالى: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا ١٩}⁣[الفجر]، وقال: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ}⁣[إبراهيم: ٢٥]، وقس عليه: الدهنَّ، والدُّهْنَ والغَسَل، والغُسْلَ. قالت عبقرة بنتُ غفار الجديسيّة⁣(⁣١):


(١) عبقرة بنت غفار الجديسية في الأغاني طبعة الساسي عفيرة بنت عفان، وقيل: بنت عباد =