باب تغيير الحركة والسكون في التصريف
  فلا تغسلَنَّ الدَّهْرَ مِنْهَا رؤوسكم ... إذا غسل الأوساخ ذو الغَسْلِ بالغُسْلِ
  ومنه الخبز، والخبز، والطعم والطُّعْمُ. قال الشاعر: (طويل)
  أردُّ شُجَاعَ البَطْنِ قَد تعلمنه ... وأوثِرُ غَيْرِي مِنْ عِيالِكِ بالطَّعْمِ(١)
  والبيت لأوس بن حجر فإن كان وزنهما فُعولا بزيادة واو، نقلت الحكم فصار مضموم الأول مصدرًا ومفتوح الأوّل اسمًا مثل: الصعود الفعل، والصعود الجبل. قال الله تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ١٧}[المدثر]، والوقود التوقد. قال الشاعر: (متقارب)
  يَنَالُ أَقَاصِي الحطب الوقود
  والوقود الحطب، قال الله تعالى: {هُمْ وَقُودُ النَّارِ ١٠}[آل عمران] وقس عليه الركوب والركوب، والوَضُوء والوضَوء، وقولهم: طرف قنود وشمس ذرُورٌ. وعجبتُ من فُتور الطَّرفِ وذُرور الشمس، وما أشبهه.
  الخامس: الفرق بين المصدر والظرف إذا كان في أولهما ميم فيجيء المصدر مفعلاً بفتح العين والظرف مفعلاً بكسرها إذا كانت عين فعل الحال مكسورة نحو قولك: ضرب مضربًا وضرْبًا. وتقول: لزمان الضرب مكانه مضرب القوم بكسر العين، ومثل: دفن دفئًا ومدفنًا، والمدفن الظرف وقس عليه المنزل والمَنْزَل، والمَشْتَمِ والمَشْتِمِ وشبهه.
=
الجدسية يقال لها الشموس انظر: الأغاني: ١٠/ ٤٥، والبيت من البحر الطويل وهو من قصيدة لها في الأغاني: ١٠/ ٤٦، طبعة الساسي وهي: تحث قومها على الحرب وتعيرهم، والبيت ساقط منها وأولها:
أيجل ما يؤتى فتياتكم ... وأنتم رجالٌ فِيكُمُ عددُ النَّمل
(١) قال أوس بن حجر، وهو غير موجود في ديوانه ولعله ساقط من قصيدته الميمية، وقد نسبه له صاحب كتاب (ثمار) القلوب في المضاف والمنسوب أبو منصور الثعالبي، وكتاب البديع لابن المعتز/ ١١، دون أن ينسبه، وفي الاقتضاب في شرح أدب الكتاب/ ٣٧١ نسبه لابن خراش الهذلي.