كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب صورة الشكل وحكم القراءة

صفحة 378 - الجزء 1

  وإن كانت الكلمة مضعفة فهو علة. ولا صورة له وذلك مثل: تَوَّابِ، {أَيَّانَ مُرْسَاهَا}⁣[الأعراف: ١٨٧].

  وأما الترقيق والتفخيم: فإنَّهما يختصانِ اللام والراء.

  فالتفخيم النطق بالحرف في وسط الفم. والترقيق النطق به في طرف اللسان فكل لام مُرقق نحو: الذي، والتي، واللوح، والليل. إلا لام اسم الله تعالى إذا انفتح ما قبلها، أو انضم مثل: {مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ٢١٤}⁣[البقرة]، فإنَّها تفخم فإن انكسر ما قبلها رققت كغيرها مثل بسم ا الله الرحمن الرحيم.

  وهذه صورة التفخيم (فخم) وبعضُهم لا يصوره في الخط ويحتري بمعرفة موضعه فيلفظ بِهِ لا غير.

  وكُلُّ راءٍ تُفخم من نحو . إلا خمس راءات فإنَّها مرققة مثل: راء الرحيم، وراء الكُفْرِ، وراء النار، وراء مريم، وكل راء مكسورة وهذه صورة الترقيق (ق) ومنهم من يصوره (قـ).

  أَمَّا الهَمْرُ: فَلَهُ أربع صور فمتى انفتحت الهمزة وسُكن ما قبلها في وسط الكلمة، أسقطتها في الخطّ وكتبت فوق الحرف الساقط هذه الصورة دلالة كهيئة طرف الياء وذلك في مثل: مسئلة، ومتى تحرك ما قبلها كتبت ألفًا؛ مثل: سأل، وياءً مثل: سَيَّمَ، وواوا مثل: لَؤُمَ الرجُلُ.

  ومنهم من يزيدُ تِلْكَ الصورة فوق حرف الهمزة وهو ثابت كما يثبتها وهو ساقط ومنهم من يثبتها إذا سقط ويجتزئ بالحرف عنها إذا كتب وقد بينا أحكام الهمزة في بَاب غير هذا كيف يُكتب وسنذكرها في القراءة كيف تقرأ إن شاء الله سبحانه.

  وأمَّا الإظهار: فهو إظهار حرف الحلق إذا لقيه نون ساكن أو تنوين نحو: {وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ}⁣[هود: ٤٨]، و {مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ٨}⁣[الأعراف] وقس على ذلك العين والغين والحاء والخاء والهاء والهمزة حيث وقعت وقابلها نون ساكنة