كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب الشعر وما يفتقر إلى معرفته الشاعر

صفحة 398 - الجزء 1

  وكسرة قبل الياء نحو نصير، وفتحة قبل الألف نحو: الغُراب. سميت حذوا لأنها بحرف الردف الذي هو العلة بمنزلة المثال الذي يحذى عليه لأنه منها يكون.

  والتوجيه حركة الحرف الذي قبل حرف الروي، في غير الشعر المؤسس والمردف نحو: (طويل)

  قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل .....................

  والتوجيه حركة الروي وسميت توجيها لأنه يجوز أن توجه فيكون لها وجوه من حيث كانت مرة كسرة (كمنزل)، ومرة فتحة كقوله في البيت (فحومل) ومرة ضمة كقوله في آخر (وتقريب تتفل).

  والمجرى حركة حرف الروي نفسه نحو حركة اللام من (منزل) و (حومل) وسائر القوافي سميت مجرى لأن حرف الروي يجري عليها إلى آخر الشعر ولا يختلف.

  والنفاذ: حركة هاء الوصل ضمة في مثل (يُولعه) وكسرة في مثل (ولا توصه)، وفتحة في مثل (مقامها) وسميت نفاذًا لأن الروي قد نفذ قبلها وأتت بعده كالشيء التابع المستغنى عنه.

  واللزوم: حركة حرف الدخيل كحركة الصاد في (ناصب) والكاف في (الكواكب) في آخر البيت وسميت لزوما لأنَّها تلزم الشعر إلى آخره إن ضمة فضمة وإن كسرة فكسرة وإن فتحة ففتحة، ولا يجوز اختلافها وانظر إلى شعر النابغة كيف بَنَى دخيلة على الكسر:

  كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطي الكواكب

  وأكثر ما يكون كسرًا.

  فصل: وعيوب الشعر ستة الإقواء والإكفاء، والإيطاء والتضمين والسناد والإقعاد.

  فالإقواء: هو اختلاف حركة الروي نحو قول النابغة: (كامل)