إذا سيل عرقا كسا وجهه ... ثيابًا من اللؤم صفرًا وسُودَا⁣^(⁣١)

  فصل: وأما الطباق فهو: ذكر الشيء وضده جميعًا في البيت كأن يذكر البياض والسواد، والحر والبرد والحركة والسكون والماء والنار، وما أشبه ذلك. ومن مستحسنه قول عبد الله بن الزبير الأسدي يصف نسوة مشهن الزمان بالأسف والضر فقال: (وافر)

  رمى الحدثان نسوة آل حرب ... بمقدار سمدنَ لَهُ سُمُودَا

  فرد شعورهنَّ السود بيضا ... ورد وجوههن البيض سودا⁣^(⁣٢)

  فطابق بين البياض والسّوادِ ومثله قول الطَّرْماح يصف ثورًا: (كامل)

  يبدو وتضمره البلاد كأنه ... سيف على شرف يسل ويُغْمَدُ⁣^(⁣٣)

  فطابق بين يبدو وتضمره وبين يسلُ ويغمد ومثله قول المساور بن هند:

  ولكن فتى الفتيان من راح أو غدا ... لضُرّ عدةٍ أو لنفع صديقِ⁣^(⁣٤)

  فصل: وأما التجنيس فهو: ذكر اللفظة مكررة فهي البيت بمعنيين مختلفين وهُوَ على ثلاثة: أعلى وأدنى وأوسط.

(١) البيتان من المتقارب ذكرهما صاحب الطراز دون نسبة لأحد: ٣/ ١٦، ٧٩، وليس في ديوان أبي الشمقمق، والبيتان إلى أبي الوليد مسلم المشهور بصريع الغواني، ديوانه/ ٣٢ يهجو سعيد بن سلم، ونسبهما في الكافي في العروض والقوافي للتبريزي إلى أبي الشمقمق أيضًا، وفي الشعر والشعراء لابن قتيبة إلى مسلم بن الوليد ص ٨١٣، وإلى أبي العتاهية في كتاب البديع لابن المعتز/ ٦١.

(٢) البيتان من الوافر وقد نسبا إلى عبد الله بن الزبير في تحرير التحبير: ٣٢٠، والعمدة: ٢/ ٧، ونهاية الأرب: ١٤٤.

(٣) الطرماح: هو الطرماح بن حكيم من طيئ، ويكنى بأبي نفر، وهو من فحول الشعراء الإسلاميين وفصحائهم، ومنشؤه بالشام وانتقل إلى الكوفة ترجمته في الأغاني: ١٢/ ٣١، والشعر والشعراء لابن قتيبة / ٥٨٥، والعيني: ٢/ ٢٧٦ - ٢٧٨، والبيت من الكامل وقد نسب إليه في الشعر والشعراء /٥٩٠، وديوان المعاني: ٢/ ١٣١، وديوان الطرماح/ ١٤٦.

(٤) المساور بن هند وكنيته أبو الصمعاء، هو ابن المساور بن هند بن قيس بن زهير بن جذيمة العبسي، وجده صاحب الحرب بين عبس وفزارة انظر ترجمته في الشعر والشعراء/ ٣٤٨، والبيت من الطويل انظر التنبيهات لعلي بن حمزة/ ١٦٥ دون نسبة.