باب شرح المعاني المذكورة
  فالأعلى: هو أن يتفق اللفظان في عدد الحروف والحركات كقول الشاعر:
  وأقطع الهوجل مستأنسا ... بهوجل عيرانَة عيطموس(١)
  والهوجل الأول قفرة والثاني ناقة واسعة السير، ومعنى عيطموس أي طويلة ومثله لزياد الأعجم: (طويل)
  ونبئتهم يستنصرون بكاهل ... وللوم فيهم كاهل وسنام(٢)
  الأول قبيلة والثاني عضو.
  والتوسط: هو أن يتفقا في الحروف دونَ الحَركَاتِ كما قال أبو تمام يصف فرسا: (بسيط)
  والحرب مُشتقة المعنى مِنَ الحَربِ(٣)
  ومثله قول الآخر: (منسرح)
  لن يصل المجد والعُلا أحد ... إلا بصير أمر من صبر(٤)
  والأدنى هو أن يختلف بعض الحروف، وبعض الحركات كقول أبي تمام يصف فرسًا: (كامل)
  بحوافر حفر وصلب صُلبٍ ... وأشاعر شعر وخلف أخلق(٥)
  ومثله قول جرير: (طويل)
  وما زال معقولاً عِقَالَ عن الندى ... وَمَا زالَ محبوسًا عن الخير حَابس(٦)
(١) البيت من الرجز، وهو للأفوه، انظر: ديوانه/ ١٦، والتقفية / ٣٧٩، والصناعتين/ ٤٣٠، ونقد الشعر/ ١٦٨.
(٢) زياد الأعجم: هو زياد بن سلمي، ويقال زياد بن جابر بن عمرو بن عامر من عبد القيس وكان ينزل اصطخر وكانت فيه، فلذلك قيل له الأعجم، انظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة/ ٤٣٠، والأغاني: ١٥/ ٣١٧، ٣١٩ والبيت من البحر الطويل.
(٣) عجز البيت من البحر البسيط وهو في ديوانه/ ١٠.
(٤) البيت من المنسرح ولم أهتد لقائله.
(٥) البيت من الكامل وهو في ديوانه/ ٢١١.
(٦) البيت من الطويل وهو في ديوان جرير / ٢٥٤، وفيه: (فما) بدل (وما)، و (المجد) بدل (الخير).