كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب شرح المعاني المذكورة

صفحة 409 - الجزء 1

  فالأعلى: هو أن يتفق اللفظان في عدد الحروف والحركات كقول الشاعر:

  وأقطع الهوجل مستأنسا ... بهوجل عيرانَة عيطموس⁣(⁣١)

  والهوجل الأول قفرة والثاني ناقة واسعة السير، ومعنى عيطموس أي طويلة ومثله لزياد الأعجم: (طويل)

  ونبئتهم يستنصرون بكاهل ... وللوم فيهم كاهل وسنام⁣(⁣٢)

  الأول قبيلة والثاني عضو.

  والتوسط: هو أن يتفقا في الحروف دونَ الحَركَاتِ كما قال أبو تمام يصف فرسا: (بسيط)

  والحرب مُشتقة المعنى مِنَ الحَربِ⁣(⁣٣)

  ومثله قول الآخر: (منسرح)

  لن يصل المجد والعُلا أحد ... إلا بصير أمر من صبر⁣(⁣٤)

  والأدنى هو أن يختلف بعض الحروف، وبعض الحركات كقول أبي تمام يصف فرسًا: (كامل)

  بحوافر حفر وصلب صُلبٍ ... وأشاعر شعر وخلف أخلق⁣(⁣٥)

  ومثله قول جرير: (طويل)

  وما زال معقولاً عِقَالَ عن الندى ... وَمَا زالَ محبوسًا عن الخير حَابس⁣(⁣٦)


(١) البيت من الرجز، وهو للأفوه، انظر: ديوانه/ ١٦، والتقفية / ٣٧٩، والصناعتين/ ٤٣٠، ونقد الشعر/ ١٦٨.

(٢) زياد الأعجم: هو زياد بن سلمي، ويقال زياد بن جابر بن عمرو بن عامر من عبد القيس وكان ينزل اصطخر وكانت فيه، فلذلك قيل له الأعجم، انظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة/ ٤٣٠، والأغاني: ١٥/ ٣١٧، ٣١٩ والبيت من البحر الطويل.

(٣) عجز البيت من البحر البسيط وهو في ديوانه/ ١٠.

(٤) البيت من المنسرح ولم أهتد لقائله.

(٥) البيت من الكامل وهو في ديوانه/ ٢١١.

(٦) البيت من الطويل وهو في ديوان جرير / ٢٥٤، وفيه: (فما) بدل (وما)، و (المجد) بدل (الخير).