كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب شرح المعاني المذكورة

صفحة 419 - الجزء 1

  لو أن الباخلين وأنت منهم ... رأوك تعلموا منك المطالا⁣(⁣١)

  فالالتفات قوله: وأنت منهم. ومثله قول جرير:

  إنِّي خُلقتُ فَلَنْ أعافي تغلبًا ... للظالمينَ عُقُوبةً ونَكَالا⁣(⁣٢)

  فقوله: فلن أعافي تغلبا، التفات. وفي التنزيل: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦}⁣[الواقعة]. فلو تعلمون التفات، ومنهم من يسميه الاعتراض.

  فصل: وأما التوشيح: فهو أن يُحدّث الإنسان عن غيره بأشياء قد عظم في نفسه ذمها ثم يوجهها على نفسه على وجه القسم ليفعلن كذا أو أن فعل كذا. ومنه قول بعضهم: (كامل)

  أحَلِفْتُ أصدق ما يظن مؤملي ... وهدمت ما شادته لي أسلافي

  إِنْ لَمْ أشنَّ على عليّ غارة ... تضحي قذى في أعين الأشراف⁣(⁣٣)

  ومثله: (كامل)

  وفرتُ وفرِي وانحرَفْتُ عَنِ العُلَا ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس

  إِنْ لَمْ أَشُنَّ على ابن هند غارةً ... لَمْ تَخُلُ يوما من نهابِ نفوسِ⁣(⁣٤)

  وقال حسان بن ثابت الأنصاري: (كامل)

  إن كُنتِ صادقة الذي حدثتني ... فنجَوْتِ مَنْجي الحارث بن هشام


(١) البيت من البحر الوافر والبيت لكثير عزة ديوانه /١٥٨، والبلاغة تطور وتاريخ للدكتور: شوقي ضيف/ ٧٢.

(٢) البيت من البحر الكامل وهو في ديوان جرير / ٣٦١، وفيه: (جعلت) بدل (خلقت).

(٣) البيتان من البحر الكامل، وقد نسبا إلى أبي علي البصير يعرض بهما بعلي بن الجهم. انظر: تحبير التحبير / ٣٢٧، ونهاية الأرب: ٧/ ١٥، وأنوار الربيع / ٣٥٤، وفي تحرير التحبير: (أكذبت أحسن) بدل (أحلفت أصدق) و (خلة) بدل (غارة) والكافي في العرض والقوافي / ١٩٨ نسبه له.

(٤) البيتان من الكامل، وهما إلى الأشتر النخعي، وانظر: تحرير التحبير/ ٣٢٧، وأنوار الربيع/ ٣٥٤، وخزانة الأدب لابن حجة الحموي، ويقول ابن أبي أصيبعة: (وأبيات الأشتر تضمنت فخرًا له. ووعدًا لغيره، فبر بقسمه يوم صفين وكان مع الإمام علي ¥ ضد معاوية بن أبي سفيان الذي قصده بابن هند).