كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب شرح المعاني المذكورة

صفحة 420 - الجزء 1

  تَرَكَ الأحبة أنْ يُقَاتِلَ دُونَهم ... ونجا برأس طمرة ولِجَامِ⁣(⁣١)

  فصل: وأما الإعنات فهو: التزامُ الشاعر ما لا يُلزم وتكلفه ما ليس عليه وهو يدلُّ على اقتداره على الشعر، وسعة التصرف. وهو على ضربين: التزام حركة، والتزام حرف. فالتزام الحرف نحو قول حسان بن ثابت الأنصاري:

  أقمنا على الرأس البطون ثمانيا ... بأرعن جرار عظيم المبارك

  فجعل حرف الدخيل راءً إلى آخر الشعر بدليل قوله: (طويل)

  بكل كميت جيده نصفُ خِلْقَةِ ... وقت طوال مُشرفات الحواركِ⁣(⁣٢)

  وليس ذلك بلازم وعليه أكثر أشعار المعري وربما كره كثيره في كل شعر لأن الشاعر يتعمده فيتبين السامع تكلفه والتكلف ضد الفصاحة.

  والتزام الحركة نحو قول لبيد:

  إن تَقْوَى ربنا خيرُ نَفَلْ ............ (⁣٣)

  فجعل حركة التوجيه فتحة إلى آخر الشعر بدليل قوله: (وافر)

  ....... وبإذن الله ريثي وعَجَلْ⁣(⁣٤)

  ثم قال: (وافر)

  ....... بجلي الآن مِنَ العيشِ بَجَلُ

  ثم قال: (وافر)


(١) البيتان من بحر الكامل وهما في شرح ديوان حسان للبرقوقي: ص ٣٦٣، وفيه (كاذبة) بدل (صادقة)، وتحرير التحبير/ ١٣١، حيث أشار إلى فرار الحارث يوم بدر. الكافي في العروض والقوافي/ ١٨٨.

(٢) البيتان لحسان وهما من الطويل انظر: ديوانه / ٢٩٣، وفيه: (على الرأس النزيع) بدل (على الرأس البطون)، (وحوزة) بدل (جيدة).

(٣) البيت للبيد ديوانه: ١٤٢، وعجزه:

.......... وبإذن الله ريثما وعجلي

(٤) البيت من الرمل وهو إلى لبيد انظر: ديوانه: ١٥٥، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي: ١/ ٢٩١ وصدره:

فمَتَى أهلك فَلا أَحْفَلُهُ