باب شرح المعاني المذكورة
  تَرَكَ الأحبة أنْ يُقَاتِلَ دُونَهم ... ونجا برأس طمرة ولِجَامِ(١)
  فصل: وأما الإعنات فهو: التزامُ الشاعر ما لا يُلزم وتكلفه ما ليس عليه وهو يدلُّ على اقتداره على الشعر، وسعة التصرف. وهو على ضربين: التزام حركة، والتزام حرف. فالتزام الحرف نحو قول حسان بن ثابت الأنصاري:
  أقمنا على الرأس البطون ثمانيا ... بأرعن جرار عظيم المبارك
  فجعل حرف الدخيل راءً إلى آخر الشعر بدليل قوله: (طويل)
  بكل كميت جيده نصفُ خِلْقَةِ ... وقت طوال مُشرفات الحواركِ(٢)
  وليس ذلك بلازم وعليه أكثر أشعار المعري وربما كره كثيره في كل شعر لأن الشاعر يتعمده فيتبين السامع تكلفه والتكلف ضد الفصاحة.
  والتزام الحركة نحو قول لبيد:
  إن تَقْوَى ربنا خيرُ نَفَلْ ............ (٣)
  فجعل حركة التوجيه فتحة إلى آخر الشعر بدليل قوله: (وافر)
  ....... وبإذن الله ريثي وعَجَلْ(٤)
  ثم قال: (وافر)
  ....... بجلي الآن مِنَ العيشِ بَجَلُ
  ثم قال: (وافر)
(١) البيتان من بحر الكامل وهما في شرح ديوان حسان للبرقوقي: ص ٣٦٣، وفيه (كاذبة) بدل (صادقة)، وتحرير التحبير/ ١٣١، حيث أشار إلى فرار الحارث يوم بدر. الكافي في العروض والقوافي/ ١٨٨.
(٢) البيتان لحسان وهما من الطويل انظر: ديوانه / ٢٩٣، وفيه: (على الرأس النزيع) بدل (على الرأس البطون)، (وحوزة) بدل (جيدة).
(٣) البيت للبيد ديوانه: ١٤٢، وعجزه:
.......... وبإذن الله ريثما وعجلي
(٤) البيت من الرمل وهو إلى لبيد انظر: ديوانه: ١٥٥، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي: ١/ ٢٩١ وصدره:
فمَتَى أهلك فَلا أَحْفَلُهُ