كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب شرح المعاني المذكورة

صفحة 423 - الجزء 1

  أما الاستعارة؛ فهو ما قدمنا ذكره من وضع الصفة مكان الصفة وأما التمثيل فهو إيرادُ الشاعر في قصيدته بيتًا لغيره مشهورًا لا يدعيه وربَّما تمثل بنصف بيت وبيتين ومن ذلك قول بعضهم: (طويل)

  ولي كبد قد قطعت بيد النَّوى ... فما انفك تخفاق لها ووجيب

  أتيح عليها البين حتى أعلها ... فليس لها إلا اللقاءُ طَبيبُ⁣(⁣١)

  ثم تمثل بقول ذي الرمة:

  ولو أن ما بي بالحصى فَلَقَ الحَصى ... أو الريحُ لَمْ يُسْمَعْ لَهُنَّ هُبوبُ⁣(⁣٢)

  وقال آخر يصف قوما بالبخل: (كامل)

  قوم إذا حاولتُ نيل أكفّهم ... حاولت نتفَ الشَّعْرِ من آنَافِهِم⁣(⁣٣)

  ثم ذكر الخمر فقال: (سريع)

  قم سقنيها يا نديم وغنّنِي

  ثم تمثل بقول لبيد: (كامل)

  مات الذي يُعاشُ في أكنافِهِم⁣(⁣٤)

  وأما السرقة؛ فهي: أخذ ما دون نصف أو نصفه مع ادعائه، والاقتضاب أخذُ ثلثه أو ثلاثة أرباعه.

  والاشتفاف: أخذه كله إلا كلمة واحدة من آخره.

  والاصطراف أخذه أجمع وادّعاؤه.

  والاهتدام: أن ينثر البيت ويبني من كلماته بيتًا على غير قافيته، ومآخذه ومثاله


(١) البيتان من الطويل ولم أهتد لقائلهما.

(٢) البيت ليس لذي الرمة، وهو إلى مجنون ليلى: انظر ديوانه / ٥٤ - ٥٩، وفيه: (فلو) بدل (ولو)، ولابن الدمينة في الأشباه والنظائر للخالدين: ٢/ ٥٨، ولكن المحقق نسبه لعمر بن براق، في الراغب: ٢/ ٣٨.

(٣) البيت من الكامل ولم أهتد لقائله.

(٤) البيت من البحر الكامل وهو في شرح ديوان لبيد/ ٢٩، والبيت بتمامه:

ذهب الذين يُعاشُ في أكنافهم ... وبقيت في خلق كجلد الأجرب