قال الفرزدق⁣^(⁣١):

  كأنَّ فَقَاحَ الْأَزْدِ حَوْلَ ابْنِ مَسْمَعِ ... وَقَدْ عَرَفَتْ أفواه بكر بنِ وائِلِ

  فصل: وأما المنافرة فهي: أن يبني الشاعر قصيدته على مدح لقوم وذم الآخرين وذلك نحو قول الأعشى يمدح عامر بن الطفيل ويهجو علقم بن علاثة حيث قال: (رجز)

  علقم لا لست إلى عامر ... الناقم الأوتار والوَاتِر

  سدت بني الأخوص لم تعدهم ... وعامر سادَ بَنِي عامر⁣^(⁣٢)

  وكذلك الشعر إلى آخره. وقال فيهما شعرًا آخر على هذه الصفة منه: (طويل)

  كلا أبويكم كان فرعا دعامة ... ولكنهم زادوا وأصبحت ناقصا

  ولا لوم لي إن جاش بحر ابن أمكم ... وبحرك ساج ما يواري الدعامصا⁣^(⁣٣)

  ومثله قول الحطيئة: (وافر)

  ولَمَّا أن مدحت القومَ قُلْتُم ... هجوتَ وَهَلْ يَحلُّ لي الهجاءُ

  ولم أشتم لكم حسا ولكن ... حدوث بحيثُ يُستَمَعُ الحُداءُ

  ولما أن أتيتهم حبوني ... وفيكم كان لو شئتم حباء⁣^(⁣٤)

  قال آخر: (طويل)

  أبوك أبّ حُرّ وأمك حرة ... وقد يلد الحرانِ غير نجيب)

  فلا يعجبن الناس منك ومنهما ... فما خبت من فضة بعجيب⁣^(⁣٥)

  فصل: وأمّا المُقابلة فهي: أن يُورد الشاعر معاني يُريدُ الموافقة بينهما، أو

(١) البيت غير موجود في ديوانه.

(٢) البيتان في مدح عامر بن الطفيل وذم علقم، ديوانه / ١٤١، وفيه: (الناقض) بدل (الناقم).

(٣) البيتان للأعشى الكبير، انظر: ديوانه ١٥٠، ١٥١، وهما في البحر الطويل والثاني في الديوان:

أتوعدني أن جاش بحر ابن عمكم ... وبحرك ساج لا يواري الدعاما

(٤) الأبيات من الوافر انظر: ديوانه ٩٨، وفيه: (لك) بدل (لي)، (فله) بدل (ولهم).

(٥) البيتان من الطويل، وقد نسبهما محقق كتاب الأشباه والنظائر للخالدين/ ٩٥، إلى حسان بن ثابت قال: (إنهما إلى حسان قالهما في الحارث).