المخالفة. فيأتي للموافق بِما يوافقه وللمخالف بما يخالفه نحو قول الشاعر: (طويل)

  فيا عجبًا كيف اتفقنا فناصح ... وفي ومطويّ عَلَى الغِل غادِرُ⁣^(⁣١)

  فقابل ناصحًا، ووفيًّا بمطوي عَلَى الغلّ وغادر. ومثله: (طويل)

  تقاصرن واحلولينَ لِي ثُمَّ إِنَّهُ ... أنت بعد أيام طوال أمَرتِ⁣^(⁣٢)

  ومثله للتهامي: (طويل)

  وأبدى لنا من دلّه وَجَبينِهِ ... وألفاظِهِ مَلهَى ومرأى ومسمعا

  ومثله لعمر بن المنجم: (مديد)

  ما رأت يومًا ولا سمعت ... مثلَهُ عَيْنٌ وَلَا أُذُن

  وهو في التنزيل: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}⁣[القصص: ٧٣].

  فصل: وأما المماثلة فهي: ذكر الشيء ومثله كالعين والأذن واليد والرجل والشمس والقَمَرِ، خِلافًا للطباقِ فَمن ذلك قول بشار يصف الصديق:

  الذي إن حضرت زَانَكَ في النَّاسِ ... وإن غبت كانَ أَذُنَا وعَيْنَا⁣^(⁣٣)

  وقال شيخ من العرب يرثي ابنا له ردى من شاهق: (مجزوء الوافر)

  هَوَى مِنْ رَأسِ مرقبة ... فزلَّتْ رِجْلُه ويَده

  ولا أم فتبكيه ... ولا أخت فتفقده

  أَلَامُ عَلَى تبكيه ... وأطلبه فلا أجده

(١) البيت من الطويل وهو إلى كثير انظر: تحرير التحبير: ١٨١، وفيه: (فواعجبا) بدل (فيا عجبا) وفي نهاية الأرب: ٧/ ٩٠١، وأنوار الربيع: ٩٥، والعمدة ٢/ ١٤، والبلاغة تطور وتاريخ. د: شوقي ضيف: ٨٧ دون نسبة.

(٢) البيت من البحر الطويل: ولم أهتد لقائله.

(٣) بشار: هو مولى لبني عقيل ويقال مولى لبني سدوس ويكنى أبا معاذ، ويلقب بالمُرعث، والمرعث هو الذي جعل في أذنه الرعاث وهي القرطة وهو أحد المطبوعين، وقتل في زمن المهدي. الشعر والشعراء لابن قتيبة: ٢/ ٧٥٧، تاريخ الأدب العربي لأحمد حسن الزيات ط ٢٣، ص ٢٦٣، والأغاني: ٣/ ١٢٩ - ٢٤٥.