كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب المبني

صفحة 45 - الجزء 1

  قد كُنتُ خراجًا ولُوجًا صيرفًا ... لم تلتحصني حيص بيص لحاصي⁣(⁣١)

  ومثله سام أبرص وإذا دخل حرف جرّ على ضد سوى من بنيت على الفتح تقول: قُمت إلى عندك.

  والذي بُني من الأفعال على الفتح كل فعل ماض لم يتصل به ضمير رفع ولم يكن آخره ألفًا مثل: قام ورضي، والذي بُني من الحروف على الفتح إن وأخواتها، وثم وسوف ورب، وكل حرف بسيط سوى باء الجر ولامه مع الظاهر، ولام التعريف وتاء التأنيث وحروف العلة.

  فصل: والذي بني من الأسماء على الكسر أمس وهؤلاء في أحد وجهيه وتاء ضمير المؤنث، وكافه نحو قُمت، يا، هند وضربك، زيد وجير عند من يعتقده اسمًا،

  قال الشاعر:

  قال لها جير لأفعلنه

  ويومئذ وحينئذ، ونحوهما وجميع المعدولات من فاعلة إلى فعال، نحو: حذام وقطام من الأسماء، ويا فجار ويا غدارِ من الصفات، قال الأسماء: (وافر)

  إذا قالت حذام فصدقوها ... فإن القول ما قال ت حذام⁣(⁣٢)

  وقال آخر في الصفة: (متقارب)

  وقالت لها يا فجار أربعي ... أعد بعولتكا لأرذلينا

  ولا يكون ذلك إلا في النداء والمعدول من الفعل، نحو: حذار وبدار، ونزال، وتراك، ودراك، قال علي: (متقارب)

  فدارك دارك قبل حلول الهلال

  قال الشاعر: (كامل)

  الحق أبلج والسيوف عواري ... فحذار من أسد العرين حذار⁣(⁣٣)


(١) البيت نسبه سيبويه في الكتاب إلى أمية بن أبي عائذ: ٢/ ٥١.

(٢) البيت منسوب إلى وسيم بن طارق وقيل لحيم بن صغب انظر لسان العرب ١٥/ ٨، ٢/ ٤٠٤.

(٣) البيت لأبي تمام الطائي، انظر ديوانه، تحقيق شاهين عطية /١٧٤.