كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب المبني

صفحة 46 - الجزء 1

  ومثله: (رجز)⁣(⁣١)

  تراكها من إبل تراكها ... قد نزل الموت على أوراكها

  والأسماء المركبة مع الأصوات نحو: سيبويه، وخالويه.

  ومن أسماء الأفعال نحو: صه، ومه، وإيه.

  والذي بُني من الحروف على الكسر هو باء الجرّ ولامه مع الظاهر فقط دون المضمر وكسر اتباعًا لعملهما، فأمَّا لام الغرض ولام الجحود فهما لاما وأَمَّا جر. همزة الوصل إذا ابتدئ بها مكسورة أو مضمومة نحو: اعلم، اخرج فإن حركتها عارضة مجتلبة.

  ولم يُبن شيء من الأفعال على الكسر، البتة، فأما قولهم: اضرب الرجل، ومُدَّ الثوب، وقلمت المرأة فإن ذلك كله مكسور لالتقاء الساكنين، وحركته غير لازمة كما تقدم.

  فصل: والذي بني على الوقف من الأسماء: منْ ولَم، والذي، والتي، وإن الخفيفة، وإذا، إذا أضيف إلى جملة فإن فُصلت كُسرت ودخلها التنوين.

  قال أبو ذؤيب: (وافر)

  نهيتك عن طلابك أم عمرو ... بعاقبة وأنت إذ صحيح⁣(⁣٢)

  ولدن، وهي ظرف أعملتها العرب في طرف واحد وهو غدوة، فقالوا: ما رأيته من لدن غدوة، وربما شبهوا نونها بالتنوين فحذفوها للإضافة فقالوا: من لد كذا وصه ومه في التعريف وكل مبني من الأسماء آخره ألف، نحو: إذا، ومتى، وما، وأنا، وقط خفيفة وقد بمعناها جميعًا حسب، قال الشاعر: (رجز)

  امتلأ الحوضُ وقال قطني ... سيلاً رويدا قد ملأت بطني⁣(⁣٣)


(١) نُسب هذا البيت إلى طفيل بن يزيد الحارثي انظر: خزانة الأدب: ٢/ ٣٥٤.

(٢) أبو ذؤيب: هو خُويلد بن خالد، جاهلي، مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، انظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة: ٢/ ٦٥٣.

(٣) البيت لا يعرف قائله انظر: الكامل: ٤/ ٢٤٦.