باب حكم المركب
باب حكم المركب
  المُركب لا يخلو أن يكون من جُملة قد عمل بعضها في بعض، أو من جملة لم يعمل بعضها في بعض، أو من اسم مع صوت.
  فإن كان من جملة قد عمل بعضها في بعض نحو: رجل سميته زيد قائم، أو تأبط شرًا أو برق نحره فهذا وما شبهه لا يجوز أن نثنيه على لفظه، ولكن تجتلب له ذوا في الرفع، وذوي في النصب والجر، فتقول: جاءني ذوا زيد قائم، وذوا تأبط شرا.
  وإن كان من جملة لم يعمل بعضها في بعض نحو رجل سميته خمسة عشر، فهذا وما أشبهه يُثنّى على لفظه كالصحيح سواء فنقول: جاءني خمسة عشران ورأيتُ خمسة عشرين ومررتُ بخمسة عشرين.
  وإن كان مركبًا من اسم مع صوت مثل: جاءني سيبويه وخالويه فمنهم من يثنيه على لفظه فيقول: سيبويهان وسيبويهين ومنهم من يجتلب له ذوا وذوي، ويقول: جاءني ذوا سيبويه، ورأيت ذوي سيبويه، ومررتُ بذوي سيبويه، فافهم ذلك.
باب الجمع
  وفيه ثلاثة أسئلة ما الجمع؟ وعلى كم ينقسم؟ وما أحكامه؟
  فصل: أما ما الجمع؟ فهو ضمك إلى الشيء ما هو أكثر منه من جنسه، نحو: زيد تضم إليه زيدًا فما فوق ذلك، ثم تعبر عن الجميع بعبارة واحدة للاختصار فتقول: الزيدون والرجال والفواطم والمسلمات وقس عليه النظائر، وانح به ما قلناه في التثنية فقل: جمع في اللفظ والمعنى مثل الزيدون والرجال، وفي اللفظ دون المعنى مثل: {صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}[التحريم: ٤]، وفي المعنى دون اللفظ مثل: أنتم وهم ونحن وضربكم والذين واللاتي، وقس عليه كل اسم مفرد يدل على الجمع من نحو الناس والإبل والغنم والخيل وشبهه.