باب حكم جمع المذكر السالم
  مثل: المستدعي والمستدعين مما آخره ألف.
  والمركب كل اسم رُكب مع غيره، وكان من جملة قد عمل بعضها في بعض، أو لم يعمل بعضها في بعض مثل خمسة عشر، وخمسة عشرين، وتأبط شرًا، وذوي تأبط شرًا. كل ذلك لا يكون إلا لمذكر عاقل اسمًا أو صفة. وأما قوله تبارك وتعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ٤}[يوسف] فإنما جاز ذلك لأنه وصفهما بالسجود فنزلت منزلة من يعقل أو لأنها كناية عن من يعقل لأن القمر: يعقوب # والشمس، امرأته والكواكب الأسباط. وكذلك قوله تعالى: {أَتَيْنَا طَائِعِينَ ١١}[فصلت] فإنه لَمَّا خاطبهما خطاب من يعقل في قوله: {ائْتِيَا طَوْعًا} وأجابتا بالقول ووصفتا بالطاعة جاز ذلك وقيل: لأن فيها من يعقل، والخطاب متوجه إلى الجميع فغلب العاقل على غيره كما يغلب المذكر على المؤنث، مثل: زيد ومائة امرأة جاءوا، ولا يجوز (جئن)، وكذلك نحو أن تقول: رجل وثور، وفرس قائمون فيغلب الرجل.
  وأما قولهم: عشرون وتسعون، فإنه ليس بجمع عند المحققين، بدليل كسر العين من عشرين وفتحها من عشرة والجمع المسلم ما يسلم فيه نظم الواحدة وبناؤه وكذلك قنسرون، وفلسطون، وعليون ليس بجمع، وإنما هذه ألفاظ مفردة لاقت الجمع من جهة اللفظ.
  وكذلك قولهم، قضون وكرون، وعزون، وقلون، في جمع قضة، وكرة، وعزة، وقلة، لفظ موضوع يدل على الجمع وليس بجمع وقيل: جمعت مسلمة عوضًا من لاماتها المحذوفة، لذلك قُلنا غالبًا احترازًا من هذا بعينه فافهم ذلك.
  وكذلك سنة تُجمع على سنون وسنين لأن الأصل شبهه تكون هذه الأشياء دخيلة في الجمع السالم، وليس منه جاز فيه وجهان إجراؤها مجرى الجمع مثل: هذه سنون وعشرون وإجراؤها مجرى الآحاد مثل هذه سنين وعشرين، وعددت سنينا وعشرينًا، قال الشاعر: (بسيط)