كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب جمع المؤنث السالم

صفحة 59 - الجزء 1

  فتجمع قرطعًا قراطع سالكا ... به مسلك الجمع الرباعي الموقر

  فصل: وأما الرباعي فله خمسة أوزان: مفتوح الأول، ساكن الثاني، مفتوح الثالث، مثل: جعفر. ومكسور الأول، ساكن الثاني مكسور الثالث، مثل: زبرج. ومضموم الأول، ساكن الثاني مضموم الثالث، مثل: بُرتُن. ومكسور الأول، ساكن الثاني، مفتوح الثالث، مثل: درهم. ومكسور الأول مفتوح الثاني، ساكن الثالث، مثل: قمطر.

  فجميع ذلك تُزادُ فيه ألف ثالثة ويصير بها خُماسيًا، فيقال في جمعه: فَعَالل، ويستوي فيه القلة والكثرة غالبًا، نحو: جعافر وزبارج، وبراثن، وقماطر، ودراهم.

  فصل: وللخماسي أربعة أوزان فَعَلْلل نحو فرزدق، وفِعْلَلل مثل: قِرطَعْب، وفُعَلْلِل نحو: قُذعمل، وفَعْلِلْلٌ مثل: شرودد اسم موضع. فإذا أردت أن تجمع هذا النوع جمع التكسير زيدت فيه ألف ثالثة، وحذفت من آخره حرفًا حتى يصير كالرباعي فقلت فيه: فَعالِل، ويستوي قليله وكثيره نحو فرازد، وقراطع، وقذاعم، وشراود. وهذه الجموع كلها تُعرب بالحركات كالواحد، فافهم ذلك، وقس عليه تُصِبْ إن شاء الله تعالى.

باب جمع المؤنث السالم

  كل اسم مؤنث فلا يخلو أن تكون فيه علامة التأنيث، أو لا تكون فيه علامة، فإن لم تكن فيه علامة، وأردت أن تجمعه جمع السلامة زدت على واحده ألفًا وتاء مضمومة في الرفع مكسورة في الجر والنصب، فقلت في زينب: زينبات، وفي هند هندات، فإذا أجريته بتصاريف الإعراب قلت: جاءني الزينبات، ورأيتُ الزينبات، ومررتُ بالزينبات تجعل كسرة التاء علامة للنصب والجر.

  فهذا حكم همزة التاء إلى آخر الباب غالبًا لا يجوز فتحها في حال النصب لعلة، وهي أنهم لما جعلوا الياء علامة للنصب والجر في جمع المذكر السالم جعلوا الكسرة علامة للنصب والجر في جمع المؤنث السالم، ولم يجعلوا له علامتين لئلا يكون المؤنث أشد حكمًا من المذكر، وخُصت الكسرة دون الفتحة