كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب جمع المؤنث السالم

صفحة 60 - الجزء 1

  لأن الكسرة أخت الياء. وقُلنا غالبًا احترازًا من لفظة واحدة رواها الخليل عن العرب وهي قولهم: رأيتُ بناتك بالفتح لكثرة الاستعمال.

  فصل: وأما ما فيه علامة التأنيث فلن تخلو تلك العلامة أن تكون ألفًا، من أن مثل: حُبلى، وسكرى، أو همزة مثل صحراء وزيزاء⁣(⁣١)، أو تاء منقلبة من هاء مثل: قرية، وقائمة. فإن كانت علامة التأنيث ألفًا قلبتها ياء؛ فقلت في حُبلى: حُبليات، وفي سكرى سكريات وإن كانت همزة، ولم يكن الاسم. مشتقا من لون لم يجز يُجمع جمع التسليم لا يجوز في حمراء حمراوات ولا في صفراء: صفراوات، إلا أن تجعله علمًا. فأما قول رسول الله ... «ليس في الخضروات صدقة»⁣(⁣٢)، فإنه جعل الخضروات اسمًا للبقول إذ قد دخل تحته الأخضر وغيره. من أصفر وأحمر وأبيض، وإنما يُجمع هذا النوع على فعل نحو: حُمْر وصفر، ويستوي فيه المذكر والمؤنث، تقول: رجال حُمرٌ وسود، ونساء حمرٌ وسود.

  فصل: وإن كانت علامة التأنيث تاء منقلبة من هاء لم يخل الاسم المؤنث من أن يكون ثلاثيا، مثل: خُرقة، وجُفنة، ورُكبة، وعَلَقة، وعنبة، وهمزة، وطرفة - اسم شجرة -، وحمزة - اسم بلد. وغير ثلاثي من رُباعي أو خماسي أو سداسي بالزيادة. فإن كان فوق الثلاثي بالزيادة فالعمل فيه أن تحذف تاءه، وتجمعه على لفظه، تقول في مسلمة مُسلمات، وفي مُقتدرة مُقتدرات، وفي مستخرجة: مستخرجات. وإن كان ثلاثيا لم يخلُ أن يكون متحرك العين بأي حركة كانت حذفت التاء من واحده، وجمعته على لفظه أيضًا، فقلت في شعرة شعرات، وفي عنبة: عنبات، وفي همزة همزات، وفي طرفة طرفات، وفي حمدة: حمدات. وإن كان ساكن العين لم تخل فاؤه من أن تكون مضمومة، أو مكسورة، أو مفتوحة. فإن كانت مضمومة ولم تكن العين معتلة ولا مضاعفة كان لك فيه ثلاثة أوجه: إن شئت ضممت عينه اتباعًا لغاية جُمعة جُمُعات وفي رُكبة رُكبات، وإن شئت فتحتها


(١) الزيزاء: جمع زيزأة، وتجمع على الزيازي، وهي ما غلظ من الأرض.

(٢) الحديث رواه الترمذي في كتاب الزكاة.