باب الفاعل والمفعول
  جزَى ربُّه عَنِّي عَدِيَّ بن حاتم ... جزاءَ الكِلاب العاويات وقد فعل(١) وقال سليط بن سعد:
  جزي بنُوهُ أبا الغيلان عن كبر ... وسوء فعل كما يُجزى سنمار(٢)
  ومثال اتصاله بالفعل مثل نفعك زيد، ونفعك الزيدان، ونفعك الزيدون، فلو قُلت: نَفَعَك لارتفع زيدُ بالابتداء. ولم يكن فاعلاً.
  وفاعل يجوز تقديمه وتأخيره على المفعول، وهو ما عدا ما ذكرناه من نحو: ضرب زيد عمرًا، وضرب عمرًا زيد.
  وكذلك أيضًا المفعول ينقسم في التقديم والتأخير على ثلاثة: مفعول يجب تقديمه، ولا يجوز تأخيره، وهو والاستفهام، والشرط، وضمير النصب المتصل بالفعل إذا ظهر الفاعل، وكذلك المفعول المنفصل إذا لم يكن مفعولاً ثانيًا، أو ثالثا في باب ظننت وأعلمت، ولم يستثن الكلام بالا، ولم يكن عطفًا. وكل مفعول اتصل ضميره بالفاعل. مثال الاستفهام من ضربت؟ فمن مفعول مقدم، وضرب فعل، والتاء فاعله. ومثال الشرط: ما تفعل أفعل مثله. ومثال الضمير منفصلاً ومتصلاً نفعك زيد و {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}[الفاتحة ٥] ومثال المفعول إذا اتصل ضميره بالفاعل: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ}[البقرة: ١٢٤]، يقدم المفعول ليعود إليه الضمير. ومفعول يجب تأخيره ولا يجوز تقديمه وهو كل مفعول يكون فاعله استفهاما، أو شرطًا، أو مقصورًا، وهو مقصور مثله، وقد مضى تمثيل ذلك مع الفاعل الذي يجب تقديمه. ومفعول يجوز تقديمه وتأخيره، وهو ما عدا ما ذكرناه، وقد مُثل أيضًا.
  فصل: ويفرق بين الفاعل والمفعول بخمسة أشياء:
  الأول: بالإعراب أن تبين فيهما أو في أحدهما؛ نحو: ضرب زيد عمرا، وشكر عمرو يحيى، وأكرم الموسيان العيسيين، والموسون العيسيين.
(١) البيت لأبي الأسود الدؤلي، انظر: ديوانه: ١٢٤.
(٢) البيت منسوب لسليط بن سعد في الأغاني: ٢/ ١١٩.