كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب المبتدأ وخبره

صفحة 75 - الجزء 1

  ضمير مستتر يعود على زيد، ونقول في اسم الفاعل: زيد هند ضاربها هو فيبرز الضمير الفاعل، ولا يجوز استتاره فيه؛ لأنه لا يعود على زيد لأنه ليس هو له بخبر، وهذا دليل على قوة الفعل وضعف اسم الفاعل.

  فصل: والمبتدأ ينقسم على ثلاثة أقسام: مبتدأ يجب تقديمه ولا يجوز تأخيره، وهو كل مبتدأ وقع استفهاما، أو أخبر عنه بفعل أو معرفة؛ نحو قولك: من في الدار؟ ولو قلت: في الدار من؟ لَمْ يَجُزْ؛ لأن الاستفهام له صدر الكلام. وتقول: زيد قام ولو قلت قام زيد لارتفع الاسم فاعلاً وتقول زيد أخوك، فتخبر بالأخوة عن الزيدية ولو قلت: أخوك زيد، لكان الأخ مبتدأ، وزيد خبر الأخ لا يجوز غيره. ومبتدأ يجب تأخيره ولا يجوز تقديمه، وهو كل مبتدأ أخبرت عنه باستفهام مثل: أين زيد؟ وكيف محمد؟ ومبتدأ يجوز تقديمه وتأخيره وهو كل مبتدأ أخبرت عنه بمفرد نكرة، أو بحرف، أو ظرف، أو جملة ابتدائية، أو فعلية، مثل: زيد قائم، وزيد أمامك، وأمامك زيد، وزيد في الدار، وفي الدار زيد، وزيد أبوه منطلق، ومنطلق أبوه زيد، وزيد قائم أبوه، وقام أبوه زيد، فافهم ذلك.

  فصل: وأما الخبر؛ فهو كل كلام تمت به الفائدة؛ لأنك إنما تأتي بالمبتدأ ليعتمد عليه الخبر، وتأتي بالخبر لتفيد به عن المبتدأ

  فصل: وحكم الخبر أن يكون هو المبتدأ في المعنى، أو منزلاً منزلته نحو قولك: زيد قائم، فزيد هو القائم، والقائم زيد، والمتنزل مثل قوله تعالى: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}⁣[الأحزاب: ٦]، أي بمنزلة الأمهات، مثله: زيد الأسد شدة، وعمرو حاتم جودًا، أي بمنزلتهما في الشجاعة والكرم.

  ومن حُكمه أن يكون متأخرًا في الرتبة نكرة، أو ما قارب النكرة. فالنكرة: كل اسم ليس فيه ألف ولام ويحسنان فيه، ويجوز عليه دخول رُبَّ؛ من نحو: رجل، وامرأة، وضارب ومضروب وما أشبه ذلك. والمقارب للنكرة كل معرفة أخبرت بها عن معرفة كقولك: أخوك زيد، فأخوك: مبتدأ وزيد: خبره. وكان زيد هاهنا مقاربًا للنكرة؛ لأنه وقع موقع مشتق ذلك المشتق متضمن ضميرًا قد عمل فيه الرفع إذ لا