كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب كان وأخواتها

صفحة 78 - الجزء 1

  مثل قوله تعالى: {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ}⁣[محمد: ٢١] تقديره: طاعة أمثل ما تعلمون، وقول معروف أحسن ما تقولون ولا يجوز ذلك إلا إذا عرف المعنى، وتقدر تقديرًا واحدًا، وحذف بعض الخبر نحو قولك: البر مد بدينار، والتقدير: مد منه بدينار وكذلك ما أشبهه فافهمه وقس عليه تصب إن شاء الله تعالى.

باب كان وأخواتها

  ولك فيه خمسة أسئلة ما هي؟ وكم هي؟ وما معانيها؟ وما عملها؟ وما أحكامها؟

  فصل: أما ما هي؟ فهي أفعال والدليل على فعليتها أربعة أشياء: التصرف نحو كان يكون سيكون، والثاني: اتصال الضمير المرفوع بها نحو: كُنتُ ولستُ، والثالث: دلالتها على الفعل المحذوف في باب اشتغال الفعل عن المفعول بضميره، نحو قولهم: زيدًا لستُ مثله، تقديره: زيد لست مثله، والرابع: استتار ضمير الشأن فيها، نحو: كان زيد قائماً تقديره: كان الأمر زيد قائم، قال الشاعر: (طويل)

  إذا مت كان الناس نصفين شامت ... عليَّ ومُشْنِ بالذي كُنتُ أصنعُ⁣(⁣١)

  قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ٤}⁣[الجن]

  ولكونها أفعالاً جاز إعمالها محذوفة قالت ليلى الأخيلية: (كامل)

  لا تغزون الدهر آلُ محرف ... إن ظالمًا أبدًا وإن مظلوما⁣(⁣٢)

  أرادت إن كُنت ظالمًا وإن كُنت مظلومًا.

  فصل: وأما كم هي؟ فثلاثة عشر فِعلاً سوى ما تصرف منها وما حُمِلَ عليها، وهي كان، وأصبح، وأمسى، وظل، وبات، وأضحى، وصار، وليس، وما زال، وما دام، وما انفك، وما برح، وما فتئ ولكل واحد منها مستقبل يعمل عمله: مثل:


(١) البيت للعجير السلولي انظر: الكتاب: ١/ ٣٦.

(٢) ليلى الأخيلية. هي ليلى بنت عبد الله بن الرحال، وهي أشعر النساء، لا يُقدم عليها غير الخنساء. الشعر والشعراء: ١/ ٤٤٨.