كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب كان وأخواتها

صفحة 79 - الجزء 1

  يكون، ويصبح إلا ليس فلم يستعمل منها للمستقبل. والذي حُمِلَ عليها ستة أفعال وحروف، فالأفعال: كاد، وعسى، وجعل، وأخذ، وطفق، وكرب، والحرفُ: ما النافية.

  فصل: وأما معانيها فمختلفة؛ فمعنى كان، وأصبح، وليس، وظل، وبات، وأضحى بغير زمان الخبر، ومعنى صار: انقلاب الخبر، ومعنى ليس: النفي، ومعنى ما لزم أوَّله ما دام الخبر، ومعنى فكان: مُفردة، وهي أم الباب لأن كل شيء داخل تحت الكون، وأصبح وأمسى أختان؛ للزومهما طرفي النهار. وظل، وبات أختان؛ لتعاقب زمانهما، وأضحى وصار وليس مفردات وما لزم أوله ما أخوات لدوام الخبر.

  فصل: وأما عملها؟ فهي تعمل الرفع في الأسماء والنصب في الأخبار لفظا أو تقديرا، مثل: كان زيد قائمًا، وأصبح أخواك عالمين، وظلت هند واقفة، وما زال إخوتك عالمين، وكذلك للباقي. وكلُّها داخل على المبتدأ وخبره، ولذلك يجوز أن تقع خبرًا لها ما جاز في خبر المبتدأ غالبًا، وإنما نقلت إلى المبتدأ والخبر لنقصانها عن الفعل الحقيقي التام ونقصت من ثلاثة أوجه:

  أحدها: أن الفعل الحقيقي يدل على الحدث وزمان الحدث، وهذه لا تدل إلا على الزمان فقط.

  الثاني: أن مرفوعها في المعنى هو منصوبها، فإذا قلت: كان زيد قائمًا، فزيد هو القائم، والقائم هو زيد. ومرفوع الفعل غير منصوبه، فإذا قلت: ضرب زيد عمرا، فزيد غير عمرو، وعمرو غير زيد.

  الثالث: أنها تكون حروفًا زائدة معناها الصلة لا فاعل لها ولا مفعول، نحو قولك: ما كان أحسن زيدًا، قال الله تعالى: {كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ٢٩}⁣[مريم] فصبيا منصوب على الحال، وكان زائدة ومثله قول الشاعر: (طويل)