كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب أحكام الأفعال الستة المحمولة على كان

صفحة 83 - الجزء 1

  [النساء]، و {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ٤٥}⁣[الكهف]، وقد تتم هذه الأفعال فتكون بمعنى الحدوث والوقوع فتخرج عن حُكم الناقصة وترفع الفاعل وتدل على الحدث قال الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ}⁣[البقرة: ٢٨٠]، {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ}⁣[المائدة: ٧١]، وقال الشاعر: (وافر)

  إذا كان الشتاء فأدفئوني ... فإنَّ الشيخ يُهدمُهُ الشّتاءُ⁣(⁣١)

  ومتى سقطت ما من دام وبرح وفتئ وانفك وزال كانت تامة في أحد القولين، وكان المنصوب بعدها حالاً.

  فهذه أحكام كان وأخواتها، فأما أحكام التي حملت عليها فنحنُ نفرد لها هاهنا بابًا إن شاء الله سبحانه.

باب أحكام الأفعال الستة المحمولة على كان

  وهي كاد، وعسى، وأخذ، وكرب، وجَعَل، وطفق، ومنهم من يسد فيها قارَب؛ لأن معناها جميعًا مقاربة الفعل واستدناء وقوعه، وهي ترفع الاسم لفظاً وتنصب الخبر تقديرًا غالبًا.

  فصل: وأحكامها مختلفة كثيرة منها: أن خبرها لا يكون في الغالب إلا فعلاً مستقبلاً؛ تقول: كاد زيد يقوم، وجعل يقول: كذا وأخذ يحدثنا، قال الله تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ}⁣[القلم: ٥١]، وقال: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا}⁣[الأعراف: ٢٢] إلا أن خبر عسى يلزمه أن، قال الله تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ}⁣[الإسراء: ٨]، و {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ}⁣[المائدة: ٥٢]، ولا يجوز سقوطها إلا في الشعر ومتى سقطت كُنت مُخيرًا في


(١) البيت للربيع بن ضبع الفزاري أحد المعمرين قبل الإسلام، انظر كتاب الجمل للزجاجي: ٦٢.