باب أحكام الأفعال الستة المحمولة على كان
  نصب الاسم ورفع الخبر تشبيها بلعل، ورفع الاسم ونصب الخبر إلحاقا بكان، قال الشاعر: (وافر)
  عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب(١)
  يروى برفع الكرب ونصبه على ما بينت لك فأما باقيها فلا يجوز أن يدخل أن في أخبارها إلا كاد وحدها ضرورة كما قال الشاعر:
  قد كاد طول البلى أن يمصحا(٢)
  وربما جعلوا خبرها اسمًا ولذلك قُلنا في الغالب، قال بعضُ العرب:
  عسى الغوير أبؤسا
  ويروي أنه من كلام الزباء بنت عمر بن الضرب الرومي. ويروى أنها من العمالقة وأنها بنت الضرب بن حسان بن أذينة بن السميدع بن هوبز ملك مدينة الجباريت، ومن كلامهم كاد زيدًا آيبًا.
  ومن أحكام عسى أنك إذا قلت: عسى أن يقوم زيد جاز فيه وجهان:
  أحدهما: أن يكون زيد اسمًا لها متأخرًا، وأن يقوم خبرًا، وفي يقوم ضمير فاعل يبرز في التثنية والجمع إذا قُلت: عسى أن يقوما الزيدان، وعسى أن يقوموا الزيدون.
  والوجه الثاني: أن يكون زيد ارتفع لأنه فاعل يقوم والفعل فارغ، وأن في موضع رفع اسمًا لعسى، وقد تضمنت الخبر لأنها بصلتها تسد مسد معمولين في هذا الباب وباب الظن في نحو ظننت أن زيدًا يقوم، فإذا ثنيت هذه المسألة وجمعتها لم تضمر شيئًا وقلت: عسى أن يقوم الزيدون. وعسى أن يقوم الزيدان، فإن قدمت زيدًا وقلت زيد عسى أن يقوم رفعت زيدًا بالابتداء، وفي عسى ضمير مستتر، وهو اسمها، وأن يقوم الخبر، فإن ثنيت أو جمعت قلت: الزيدان عسيا، والزيدون عسوا أن يقوموا، وإن شئت لم تضمر شيئًا وقلت: الزيدون عسى أن يقوموا. وكانت أن اسمًا لعسى وتضمنت الخبر على ما تقدم.
(١) البيت لهدبة بن خشرم انظر: الكتاب: ١/ ٤٧٨.
(٢) البيت منسوب لرؤبة في ديوانه