كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب ما النافية

صفحة 86 - الجزء 1

  الفعل، وحق الفعل أن يكون منفيًّا وهي فعل صريح. وأما عاد فبعض العرب يرفع بها الاسم وينصب الخبر، قال حسان (كامل)

  ولقد صبوت لها وعاد شبابها ... غضًا وعاد مزارُها مُستطرقًا⁣(⁣١)

  وبعضهم يلحقها باب إن وسيأتي ذكرها وأنا مفرد هاهنا بابًا أذكرُ فيه ما لا يستغنى من أحكام ما النافية وأفردها عن أخواتها إن شاء الله تعالى.

باب ما النافية

  ولك فيه ثلاثة أسئلة: كم مواضع ما؟ وما عملها في النفي؟ وكم شرطا لها في العمل؟

  فصل: أمَّا مواضعها فتسعة تكون منها أسماء في سبعة: وهي الاستفهام نحو: ما اسمك؟ والتعجب نحو ما أحسنك، أو الظرف نحو لا تلمني ما جفوتني أي: مدة جفائك إيَّاي. والخبر بمعنى الذي نحو {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ}⁣[النحل: ٩٦]، أي: الذي عندكم ينفد والمصدر نحو ما تفعل أفعل، وبمعنى النكرة الموصوفة، نحو: مررتُ بما معجب لك، أي: بشيء معجب لك، فهي في جميع هذه المواضع اسم تحكم على مواضعها بالإعراب.

  فأما التعجبية؛ فلا تكون إلا مبتدأ مرفوعًا، وأمَّا الظرفية فلا تكون إلا منصوبة على الظرف، وأما سائر السبعة فترفع مواضعها وتُنصب وتُجر على حسب العامل؛ إلا أن الشرط والاستفهام لا يعملان فيها إلا ما بعدهما إذا كان العامل فعلاً، فإن كان العامل حرف جر عمل متقدمًا. وتكون حرفًا في موضعين: زائدة، مثل: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}⁣[النساء: ١٥٥]، و {مَثَلًا مَا بَعُوضَةً}⁣[البقرة: ٢٦]، ونافية مثل: ما زيد قائمًا، وما أخوك فمنطلقًا ترفع الاسم وتنصب الخبر في لغة أهل الحجاز وهي أفصح لنزول القرآن عليها، قال تعالى: {مَا هَذَا بَشَرًا}⁣[يوسف: ٣١]، و {مَا هُنَّ


(١) لم أعثر على هذا البيت في ديوانه.