كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب إن وأخواتها

صفحة 87 - الجزء 1

  أُمَّهَاتِهِمْ}⁣[المجادلة: ٢]، وترفع الاسم والخبر بعدها على الابتداء والخبر في لغة تميم، وهي أقيس لاشتراك الأسماء والأفعال بها ولا يعمل إلا ما استبد بها.

  فصل: وأما ما عملها؟ فترفع الاسم وتنصب الخبر - كما قدمنا - تشبيها بليس، وقد ذكرنا وجه المشابهة بينهما، وقد تدخل الباء في خبرها تأكيدًا للنفي؛ قال تعالى: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ١٦٧}⁣[البقرة]، {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ١٦٢}⁣[الصافات]، وتقولُ: ما زيد بمنطلق. فإن عطفت على الخبر جاز ثلاثة أوجه الرفع والنصب والجر تقول بمنطلق، ولا قائم على الخبر وهي تميمية، ولا قائمًا على موضع الباء وهي حجازية ولا قائم على لفظ منطلق في الحجازية جميعًا.

  فصل: وشرائطها في العمل أن يليها اسمها ويليه خبرها مثل: ما زيد قائمًا، فإن قدمت خبرها على اسمها فقلت ما قائم زيدًا، وفصلت بينها وبين اسمها بشيء، مثل: ما إن زيد قائم أو جئت بإلا في الاستثناء فصلاً. بين الاسم والخبر مثل قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا}⁣[الشعراء: ١٨٦]، ونحو قول جرير: (وافر) فما إن طِبْنَا جُبْنٌ ولكن ... مَنايانا ودولة آخرينا⁣(⁣١)

  لم نعملها ورفعت الاسم والخبر جميعًا بالابتداء، وهذا وجه نقصانها عن ليس لأن المشبه أضعف من المشبه به وليس فعل فقويت على العمل، ولذلك يجوز فيها: ليس زيد قائمًا، وليس قائمًا زيد وليس زيد إلا قائما فافهم ذلك.

باب إن وأخواتها

  وفيه ستة أسئلة: ما هي؟ وكم هي؟ وما معانيها؟ وما عملها؟ ولِمَ عَمِلَت؟ وما أحكامُها؟


(١) البيت غير موجود في ديوان جرير، وهو منسوب إلى فروة بن مسيك. بن الحارث، انظر: الكتاب: ١/ ٤٧٥، ١/ ٣٠٥.