كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب إن وأخواتها

صفحة 93 - الجزء 1

  فتقول: إنَّما زيد قائم، ولعلَّما محمدًا منطلق، وأكثر ما سمعت بيت النابغة منصوبًا وهو قوله: (بسيط)

  قالت: ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا أو نِصْفُهُ فَقَد⁣(⁣١)

  فصل: وأما الممتنع في أحكام هذا الباب فمثل تقديم أسماء هذه الأحرف عليها، وتقديم أخبارها عليها بتة أو على أسمائها بغير الحرف والظرف، ومثل: دخول اللام في سائر أخوات إنَّ: لعل زيدًا ليقوم، ومع أنَّ في أربعة مواضع في الاسم متقدمًا مثل: إن لزيدًا القائم، وفي الخبر متقدمًا مثل: إنَّ لفي الدار زيدًا. ومع أن نفسها نحو لأنَّ زيدًا قائم، وإنما لم يجز ذلك حتى لا يجمع بين حرفين مؤكدين، وإنما اضطر بعض حُذَاق الشعر إلى ذلك فوهن الهمزة فقال: (طويل)

  .............. لهنك من برق إلى حبيب⁣(⁣٢)

  وقال آخر: (طويل)

  أرجى شبابًا بَعْدَ تسعين حُجةٌ ... لهَنِّي في لا مَطمَـ لمع لطموع⁣(⁣٣)

  ومثله: (طويل)

  ثلاثين حولاً لا أرى منك راحةً ... لهنكِ في الدُّنيا لباقية العُمرِ⁣(⁣٤)

  وفي الفضلة متأخرة عن الخبر مثل: إن زيدًا قائمٌ لفي الدار. وامتنع ذلك لأن المبتدأ قد استوفى خبره فلا معنى لتأكيد الفضلة بلام الابتداء بعد انقطاعه.

  ومن الممتنع أضداد الأحكام الواجبة في التوابع، وكسر إنَّ في موضع الفتح وفتحها في موضع الكسر، فإن خففتهما كان لكل واحدة أربعة مواضع، فإن تكسر مخففة في الشرط مثل: إن تقم أقم، وفي النفي بمعنى ما مثل: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ ٢٠}⁣[الملك]. وزائدة مثل: {فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ}، ومخففة من الثقيلة


(١) انظر: ديوان النابغة الذبياني: ٤٥.

(٢) البيت لا يعرف قائله.

(٣) البيت لا يعرف قائله.

(٤) البيت لعروة بن الرحال، انظر: الأمالي للقالي: ٢/ ٣٩.