باب لا
  مُلغاة ومعملة وأن تفتح مخففة في أربعة مواضع: إذا كانت بمعنى أي للتفسير، مثل: {أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ}[ص: ٦٠]، وأكثر ما يكون في الأمر والنداء مثل: {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ١٠٤}[الصافات]، وزائدة مثل: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ}[يوسف: ٩٦]، وناصبة للفعل مثل: أزيد أن تقوم، و {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ}[المائدة: ٥٢]، ومخففة من الثقيلة مُلغاة ومعملة. فيمتنع كسر المفتوحات وفتح المكسورات في التخفيف أيضًا.
  ولا يجوز اتصال ما بالمخففة لأن التخفيف توهين للتأكيد وهو منزلة تأكيد واحد، والتشديد بمنزلة تأكيدين فإن دخلت ما زدت التأكيد قوة واتصال ما بهذه الحروف يكون على وجهين: تكون زائدة مثل: إنما زيد وزيد قائم، وكافة وغير كافة وبمعنى الذي مثل: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ٧}[المرسلات].
  ومن الممتنع في هذا الباب استئثار ضمير الشأن في هذه الأحرف إلا ضرورة للشاعر في مثل قول بعضهم: (خفيف)
  إن من يدخل الكنيسة يومًا ... يَلقَ فيها جآذرا وضياء(١)
  معناه: أنه من يدخل الكنيسة، ومثله قول الآخر: (طويل)
  فَلَيْتَ كَفَافًا كان خيرك كله ... وشَرُّك عني ما ارْتَوى الماءَ مُرْتَوي(٢)
  تقديره فليته كفافًا كان خيرُك فافهم ذلك موفقًا إن شاء الله تعالى.
باب لا
  وفيه ثلاثة أسئلة: كم مواضعها؟ وما عملها؟ وما أحكامها؟
  فصل: أما مواضعها فثمانية تُلغى في خمسة، وتعمل في ثلاثة، فالملغاة تكون
(١) هذا البيت نُسِبَ للأخطل في شرح القصائد السبع الطوال: ٥٥٥، وليس في ديوانه.
(٢) البيت ليزيد بن الحكم بن أبي العاص الثقفي انظر: الأمالي لأبي علي القالي: ١/ ٤٩٦، ٤/ ٣٩٠.