كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب لا

صفحة 95 - الجزء 1

  عاطفة بعد الإيجاب مثل: جاءني زيد لا أبوه، والثانية: بمعنى غير، مثل: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ٧}⁣[الفاتحة] معناه: وغير الضالين، والثالثة: بمعنى لم نحو: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى ٣١}⁣[القيامة] أي: لم يصدق ولم يُصل، قال زهير: (كامل)

  وكأن طوى كشحًا على مُسْتكنة ... فلا هو أبداها ولم يتقدم⁣(⁣١)

  أراد لم يبدها لأنه عطف عليه لم يتقدم وقال عدي بن زيد: (طويل)

  وأية أرض لا أطفن بأهلها ... أتين السُّهول وارتعين المصانعا⁣(⁣٢)

  أراد لم يطفن.

  والرابعة تكون زائدة مثل: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ}⁣[فصلت: ٣٤] {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ٢١}⁣[فاطر]، {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ}⁣[فاطر: ٢٢]، ومثله أحد القولين: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ١}⁣[البلد]، و {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ١}⁣[القيامة] معناه لا تستوي الحسنة ولا السيئة، وأقسم القيامة، بيوم وقيل: ألا أقسم، والعرب تزيدها للصلة لا وهي تزيدها في مثل ما تقدم تمثيله وتحذفها استخفافا، وهي تزيدها، قال عمرو بن كلثوم: (وافر)

  نزلتم منزل الأضياف منا ... فعجلنا القرى أن تشتمونا⁣(⁣٣)

  أراد أن لا تشتمونا.

  الخامسة: تكون مؤكدة للنفي مع حرف العطف وليس بعاطفة، لأنها لا تعطف إلا بعد إيجاب، ذلك مثل قول الله تعالى: {مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ}⁣[السجدة: ٤].


(١) انظر ديوان زهير ٢٢.

(٢) انظر ديوان عدي بن زيد: ٢٤٩.

(٣) انظر: شرح المعلقات السبع للزوزني: ١٤٨، وفيه: فأعجلنا.