باب لا
  عاطفة بعد الإيجاب مثل: جاءني زيد لا أبوه، والثانية: بمعنى غير، مثل: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ٧}[الفاتحة] معناه: وغير الضالين، والثالثة: بمعنى لم نحو: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى ٣١}[القيامة] أي: لم يصدق ولم يُصل، قال زهير: (كامل)
  وكأن طوى كشحًا على مُسْتكنة ... فلا هو أبداها ولم يتقدم(١)
  أراد لم يبدها لأنه عطف عليه لم يتقدم وقال عدي بن زيد: (طويل)
  وأية أرض لا أطفن بأهلها ... أتين السُّهول وارتعين المصانعا(٢)
  أراد لم يطفن.
  والرابعة تكون زائدة مثل: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ}[فصلت: ٣٤] {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ٢١}[فاطر]، {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ}[فاطر: ٢٢]، ومثله أحد القولين: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ١}[البلد]، و {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ١}[القيامة] معناه لا تستوي الحسنة ولا السيئة، وأقسم القيامة، بيوم وقيل: ألا أقسم، والعرب تزيدها للصلة لا وهي تزيدها في مثل ما تقدم تمثيله وتحذفها استخفافا، وهي تزيدها، قال عمرو بن كلثوم: (وافر)
  نزلتم منزل الأضياف منا ... فعجلنا القرى أن تشتمونا(٣)
  أراد أن لا تشتمونا.
  الخامسة: تكون مؤكدة للنفي مع حرف العطف وليس بعاطفة، لأنها لا تعطف إلا بعد إيجاب، ذلك مثل قول الله تعالى: {مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ}[السجدة: ٤].
(١) انظر ديوان زهير ٢٢.
(٢) انظر ديوان عدي بن زيد: ٢٤٩.
(٣) انظر: شرح المعلقات السبع للزوزني: ١٤٨، وفيه: فأعجلنا.