كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب لا

صفحة 98 - الجزء 1

  رجل ومرأةً في الدار لا يجوز غير ذلك؛ لأن الاستفهام بدلالته على الفعل قد غير معنى الابتداء، قال حسّان: بن ثابت:

  إلا طعان إلا فُرسان عادية ... إلا تجشؤكم حول التنانير⁣(⁣١)

  ولا يجوز في عادية إلا النصب، وأما الجائز فإنك متى نعت اسم لا جاز لك ثلاثة أوجه: إن شئت فصلت لا وبنيت النعت، والمنعوت على الفتح، فقلت: لا غُلام ظريف لك، وإن شئت رفعت النعت بتنوين على الموضع لأنه مبتدأ فقلت: لا غُلام ظريف لك، وإن شئت بنيت الاسم مع لا، ونصبت النعت بتنوين على اللفظ، فقلت: لا غُلام ظريفًا لك. فإن جئت بنعت ثان جاز لك رفعه، ونصبه بتنوين ولم يجز بناؤه لأن الكلمة لا تكون مركبة من ثلاثة أشياء، فتقول: لا غُلام ظريف عاقلاً وعاقل لك. وكذلك لو عطفت على لا جُملة معها لا، جاز لك أربعة أوجه:

  الأول: فصلها والتنوين على مذهب الفراء، مثل: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال الشاعر:

  وما صرمتك حتى قلت مُعلنة ... لا ناقة لي في هذا ولا جمل⁣(⁣٢)

  الثاني: بناء النكرتين مع لا على الفتح، مثل: لا حول ولا قوة، وقد قرئ: {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ}⁣[البقرة: ٢٥٤].

  والثالث: البناء مع الأولى وفصل الثانية، مثل: لا حول ولا قوة.

  قال الشاعر: (سريع)

  لا نسب اليوم ولا خُلّة ... اتسع الخرق على الرافع⁣(⁣٣)

  الرابع: فصل الأولى والبناء مع الثانية مثل: لا حول ولا قوة إلا بالله. قال الشاعر، وهو أمية بن أبي الصلت: (وافر)


(١) انظر ديوانه: ٢١٥.

(٢) البيت للراعي النميري انظر: شرح المفصل لابن يعيش: ٣/ ١١١، ١١٣.

(٣) البيت لأنس بن العباس السلمي انظر الكتاب: ١/ ٣٤٩، ٣٥٩.