باب لا
  رجل ومرأةً في الدار لا يجوز غير ذلك؛ لأن الاستفهام بدلالته على الفعل قد غير معنى الابتداء، قال حسّان: بن ثابت:
  إلا طعان إلا فُرسان عادية ... إلا تجشؤكم حول التنانير(١)
  ولا يجوز في عادية إلا النصب، وأما الجائز فإنك متى نعت اسم لا جاز لك ثلاثة أوجه: إن شئت فصلت لا وبنيت النعت، والمنعوت على الفتح، فقلت: لا غُلام ظريف لك، وإن شئت رفعت النعت بتنوين على الموضع لأنه مبتدأ فقلت: لا غُلام ظريف لك، وإن شئت بنيت الاسم مع لا، ونصبت النعت بتنوين على اللفظ، فقلت: لا غُلام ظريفًا لك. فإن جئت بنعت ثان جاز لك رفعه، ونصبه بتنوين ولم يجز بناؤه لأن الكلمة لا تكون مركبة من ثلاثة أشياء، فتقول: لا غُلام ظريف عاقلاً وعاقل لك. وكذلك لو عطفت على لا جُملة معها لا، جاز لك أربعة أوجه:
  الأول: فصلها والتنوين على مذهب الفراء، مثل: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال الشاعر:
  وما صرمتك حتى قلت مُعلنة ... لا ناقة لي في هذا ولا جمل(٢)
  الثاني: بناء النكرتين مع لا على الفتح، مثل: لا حول ولا قوة، وقد قرئ: {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ}[البقرة: ٢٥٤].
  والثالث: البناء مع الأولى وفصل الثانية، مثل: لا حول ولا قوة.
  قال الشاعر: (سريع)
  لا نسب اليوم ولا خُلّة ... اتسع الخرق على الرافع(٣)
  الرابع: فصل الأولى والبناء مع الثانية مثل: لا حول ولا قوة إلا بالله. قال الشاعر، وهو أمية بن أبي الصلت: (وافر)
(١) انظر ديوانه: ٢١٥.
(٢) البيت للراعي النميري انظر: شرح المفصل لابن يعيش: ٣/ ١١١، ١١٣.
(٣) البيت لأنس بن العباس السلمي انظر الكتاب: ١/ ٣٤٩، ٣٥٩.