كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب إعراب الفعل المستقبل

صفحة 99 - الجزء 1

  فلا لغو ولا تأثيم فيها ... وما فاهوا به لهم مقيم⁣(⁣١)

  فإن عطفت بغير لا جاز أيضًا أربعة أوجه:

  الأول: نحو: لا رجل وامرأة بينهما كأنك أردت: ولا امرأة.

  والثاني: لا رجل وامرأةً بنصب امرأة عطفا على لفظ رجل.

  قال الشاعر: (كامل)

  فلا أب وابنا مثل مروان وابنه ... إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا⁣(⁣٢)

  الثالث: لا رجل وامرأة برفع العطف على الموضع.

  الرابع: لا رجل وامرأة بالرفع على الابتداء، قال علي بن الحسين #: (طويل)

  فأنحوا على أمواله يهضمونها ... فلا حامد منهم عليها وشاكر

  وأما الممتنع فإنها لا تعمل في معرفة، ولا فعل، مثل: لا زيد يقوم ولا يقوم زيد، ولا تعمل في نكرة قد عمل فيها غيرها، مثل: لا مرحبا بهم. ومتى نُعِتَ اسمها بعد الخبر لم يجز فيه إلا الرفع على الموضع نحو: لا رجل أشرف من زيد ظريف ولا عاقل، وإن نُعت اسم لا لم يجز البناء ولا الرفع، بل بنصب وتنوين، مثل: ألا ماء باردا. وقد أجاز المبرد رفع بارد، وكرهه الباقون؛ لأن الاستفهام يدلُّ على الفعل دلالة قوية، ولا وجه للابتداء، معه وكذلك العطف، نحو قولك: ألا رجلاً عاقلاً وكريما. فافهم ذلك وبالله التوفيق.

باب إعراب الفعل المستقبل

  وفيه ثلاثة أسئلة: لم أعرب وأصله البناء؟ وما إعرابه؟ وبم يُعرب؟

  فصل: أمَّا لِمَ أعرب؟ فلمشابهته الاسم، وأشبهه من ثلاثة أوجه:

  أحدها: أن لفظه يصلح لشيئين وهما الحال والاستقبال، كما أن لفظ الاسم


(١) انظر: ديوان أمية: ٥٤.

(٢) البيت لا يعرف قائله انظر شرح المفصل: ٢/ ١٠١.