الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

وإذا قد ذكرنا اسمه # فنذكر صفته #:

صفحة 139 - الجزء 1

  إلى كلام معاوية وهُمَا عَدُوَّاهُ، وأحَبُّ الناسِ لِكُتُم صِفَاتِ عُلاه.

  وَمَنَاقِبُ شَهِدَ العِدَاةُ بِفَضْلِهَا ... وَالْحَقُّ مَا شَهِدَتْ بِهِ الْأَعْدَاءُ

  وقد كان يفتخر أَهْلُ القتلى بأنه # قَاتِلَ عَظِيْمِهَا كَما سَمِعْتَهُ فِي مَرْثَاةِ أُخْتِ عمرو بن عبد ود. وقد رزقه الله من القوة والأَيْد مالم يَرْزُقْهُ أحدًا من عباده.

  قال أبو محمد بن قتيبة في كتاب المعارف: وما صارع أحدا قط إلا صرعه [٢١٠]، وهو الذي قلع باب خيبر، وأُقِيمَ عليه عُصْبَةٌ من الناس ليقلبوه فلم يقلبوه، وهو الذي اقتلع هبل من أعلى الكعبة وكان عَظِيمًا جدا وألقاه في الأرض، وهو الذي اقتلع الصخرة العظيمة في خلافته بيده بعد عجز الجيش كُلِّهِ عنها؛ وأَنْبَط الماء من تحتها [شرح النهج ١/ ٣٩].

  قلت: وهو الذي هَدَّدَ رسولُ الله ÷ قُرَيْشًا يوم الحديبية ببعْثه عليهم كما أخرجه الترمذي، وقال: حسن صحيح: عن علي # قال: لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين: منهم: سهيل بن عمرو، وأناس من رؤساء المشركين، فقالوا: يا رسول الله خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا، وليس بهم فقه في الدين، وإنما خرجوا فرارًا من أموالنا وضياعنا؛ فارددهم إلينا: فإن كان بهم فقه في الدين سنفقههم، قال النبي ÷: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشِ لَتَتَهُنَّ، أو ليبعثنَّ الله عليكم مَنْ يَضْرِبُ رقابكم بالسيف على الدين؛ قد امتحن الله قلبه على الإيمان»! فقالوا: مَن هو يا رسول الله؟ وقال أبو بكر: مَنْ هو يا رسول الله؟ قال: هو خَاصِفُ النَّعْلِ - وكان أعطى عَلِيًّا # نعله يَخْصِفُهَا، ثم التفت عَلِيَّ إلى مَنْ عنده وقال: إن رسول الله ÷ قال: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»⁣(⁣١).

  وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس ¥ قال: عُقِم النساء أن يأتين بمثل علي بن أبي طالب! والله ما رأيتُ ولا سمعتُ رَئِيسًا يُوزَنُ بِهِ، وَلَرَأَيْتُهُ يَوْمَ


(١) الترمذي ٥/ ٥٩٢ برقم ٣٧١٥، و تاريخ بغداد ١/ ١٣٣، والذخائر ص ٧٦، والمستدرك بألفاظ مقاربة ٢/ ١٣٨، وخصائص النسائي ص ٤٩، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٣٤٢.