وإذا قد ذكرنا اسمه # فنذكر صفته #:
  من ذلك مع بُعْدِنَا عن الأسفار التي تَسْتَمِدُّ منها النَّقَلَةُ والنُّفَّارُ، ومن ها هنا نشرع في نشر الخصال المشار إليها. قوله:
  ٢٩ - مَنْ سِوَاهُ كَانَ صِنْوَ المُصْطَفَى ... أَوْ سِوَاهُ بَعْدَه كَانَ وَصِيَّا
  الصنو في الأصل: النَّخْلَةُ لها رَأْسَانِ، يُجْمَعُ على صِنْوَانٍ، ومنه قوله تعالى: {صِنۡوَانٞ وَغَيۡرُ صِنۡوَانٖ}[الرعد: ٤]. ثم أُطلِقَ على الأصل، ولَفْظُ الضّياءِ صِنْوُ الرَّجُلِ: أخوه لأبيه وأمه، وفي الحديث: «عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيْهِ»(١)، وإذا خرج نخلتان أو ثلاث أو أكثر من أصل واحد فكل منهن صنو [الصحاح ٣٧١]. والاستفهام للتقرير كما مضى. وسِوَاهُ: بمعنى غيره، وهو مفيد لاختصاصه بالأُخُوَّةِ له ÷ كما أَنَّ عَجْزَهُ مُفِيدٌ لاختصاصه بالوصاية، فقد أشار صدر البيت إلى اختصاصه بِأُخُوَّةِ رسول الله ÷، وقد ثبت ذلك فيما أخرجه الترمذي عن ابن عمر، قال: آخي رسول الله ÷ بين أصحابه، فجاء على تدمع عيناه فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تُواخ بيني وبين أحد؟ فقال له رسول الله ÷: «أنت أخي في الدنيا وفي الآخرة» أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن، وأخرجه البغوي في المصابيح في الحسان(٢).
  وفي رواية أحمد بن حنبل(٣) أَنَّ عَلِيَّا # قال للنبي ÷: «لمَ آخَيْتَ بين أصحابك وتركتني؟ قال: ولِمَ تُرَانِي تَرَكْتُكَ؟ إنما تركتك لنفسي؛ أنتَ أخي وأنا أخوك». وأخرج أحمد بن حنبل أيضًا من حديث علي # قال: «طَلَبَنِي النبي ÷ فوجدني في حائط نَائِمًا فضربني برجله فقال: قُمْ فواللهِ لَأُرْضِيَنَّكَ؛ أنت أخي وأبو ولدي، تُقَاتِل على سُنَّتِي، مَنْ مات على عهدي فهو في كنز الجنّة، ومَنْ
(١) مسلم ٢/ ٦٧٦ رقم ١١، وأبو داود ١/ ٥١٠ رقم ١٦٢٣، والترمذي ٥/ ٦١٠ رقم ٣٧٥٨، ومسند أحمد ١/ ٢٠٢ رقم، ٧٢٥، وابن حبان ٨/ ٦٧ رقم ٣٢٧٣.
(٢) الترمذي ٥/ ٥٩٥ برقم ٣٧٢٠، والحاكم ٣/ ١٤، ومصابيح السنة ٢/ ٥١٧ رقم ٢٦٧٧.
(٣) فضائل الصحابة ٢/ ٧٤٠ رقم ١٠١٩ و ٢/ ٧٦٤ رقم ١٠٥٥، وتاريخ دمشق ٢١/ ٤١٥، ٤٢/ ٥٣، وطبقات ابن سعد ٣/ ٢٢، وقد ورد بألفاظ كثيرة.