وإذا قد ذكرنا اسمه # فنذكر صفته #:
  بالناس الفجر من صبيحة ذلك اليوم فضحك حتى بدت نواجذه، فقالوا: يا رسول الله ما رأيناك ضحكت مثل هذه الضحكة! فقال: ومالي لا أضحك وهذا جبريل يخبرني عن الله سبحانه أن الله بَاهَى بي، وبعمي العباس، وبأخي علي بن أبي طالب سكانَ الهواء، وحملة العرش، وأرواح النبيين، وملائكة ست سموات، وباهى بأمتي أهل سماء الدنيا [تاريخ دمشق ٢٦/ ٣٢٣].
  وأخرج أحمد في المناقب(١) من حديث زيد بن أبي أوفى: لمّا آخَى النَّبِيُّ ÷ بين أصحابه قال علي: لقد ذَهَبَ رُوحِي، وانقَطَعَ ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلتَ غيري؛ فإن كان هذا من سخط عَلَيَّ فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله ÷: «والذي بعثني بالحق ما أخَرْتُكَ إلا لنفسي، وأنتَ مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نَبِيَّ بعدي وأنت أخي ووارثي قال: وما أرتُ منك يا رسول الله؟ قال: ما وَرِثَ الأنبياء من قبلي قال: وما ورث الأنبياءُ مِنْ قبلك؟ قال: كتاب ربهم وسُنَّة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي»، وقد أخرجه البغوي(٢)، والطبراني في معجميهما، والماوردي(٣) في المعرفة، وابن عدي(٤) في حديث المؤاخاة الطويل، وقد تكلم في إسناده كما في الجامع في مسند زيد بن أبي أوفى أفاد ذلك في الجامع [١٩/ ٤٧١ رقم ١٥١٣٦]، هذا ما أشار إليه صدر البيت وسيأتي في غُضُونِ الأدلة زِيَادَةٌ على ما سُقْنَاهُ(٥).
(١) فضائل الصحابة ٢/ ٧٩١ برقم ١٠٨٥، وتاريخ دمشق ٢١/ ٤١٥، ٤٢/ ٥٣.
(٢) أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، ولد سنة ٢١٣ هـ، محدث، توفي سنة ٣١٧ هـ، وله معجم الصحابة. الأعلام ٤/ ١٩٩.
(٣) علي بن محمد بن حبيب الماوردي، مفسر، محدث، وفقيه شافعي، كان يميل إلى مذهب المعتزلة، مصنف مكثر، ت: ٤٥٠ هـ، وله النكت والعيون في التفسير، والحاوي، ومعرفة الفضائل. الأعلام ٤/ ٢٢٧.
(٤) المعجم الأوسط للطبراني ٨/ ٤٠ برقم ٧٨٩٤، وابن عدي في الكامل ٣/ ٢٠٧، وذكر سنده قال: حدثنا البغوي إملاء، حدثنا حسين بن محمد الذارع قدم علينا ابن الربيع الزهراني من البصرة، حدثنا: عبد المؤمن بن العبدي، حدثنا يزيد بن معن عن عبدالله بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى ... الحديث.
(٥) وقد روى حديث المؤاخاة أو ما في معناه جَمٌ غفير من المحدثين والمؤرخين: المستدرك ٣/ ١٤، وكفاية الطالب ١٩٢ - ١٩٦، وأسد الغابة ٤/ ٨٨، والمعجم الكبير للطبراني ١١/ ٧٥ رقم ١١٩٢، والأوسط =