نوح أو نحوهما؛ فكما يصح أن يقال: الناسُ إِخْوَتِي بالاعتبار العام الذي عليه قوله:

  إذا كان أَصْلِي مِنْ تُرَابٍ فَكُلُّهَا ... بِلَادِي وكُلُّ العالمين أَقَارِبِي⁣^(⁣١)

  يصح أن تقول: المؤمنون إخوتي بجامع الصِّفَةِ، وأما هذه الأخوة المعقودة بين المتواخين فهي أُخُوَّةٌ خَاصَّةٌ: كخصوصيَّةِ الأخوّة من الأبوين؛ فهذه هي التي اخْتَصَّ بها أمير المؤمنين # من الرسول ÷، واختص بها بعض الصحابة من بعض. وقد أشار الإمام المنصور بالله # إلى الوصاية في أول بيت من قصيدته حيث قال:

  نشَدْتُكَ الله بِآلائه ... وبِالنَّبِيُّ المُصْطَفَى وَالْوَصِي

  ولم يأت الفقيه حميد | في شرحه بما نقلنا هنا⁣^(⁣٢).

(١) البيت لأبي العرب مصعب بن محمد بن الفرات القرشي من قصيدة:

إلام اتباعي للأماني الكواذب ... وهذا طريق المجد بادي المذاهب

أهم ولي عزمان عزم مُشَرِّقٌ ... وَآخَرُ يُغْرِي هِمَّتِي بالمغارب

ولا بد لي أن أسأل العِيس حاجة ... تشق على أخفافها والغوارب

عليَّ لآمالي اضرابُ مُؤمل ... ولكن على الأقدارِ نُجْحُ المطالب

فيا نفس لا تستصحبي الهون إنه ... وإِنْ خَدَعَتْ أَسْبَابُهُ شَرُّ صاحب

ويا وطني إِنْ بِنت عني فإنني ... سَأُوطِنُ أكوار العاق النجائب

إذا كان أصلي من تراب فكلها ... بلادي وكل العالمين أقاربي

ينظر: خريدة القصر وجريد العصر، للعماد الأصفهاني الكاتب، القسم الثاني ص ٢٢٢، ٢٢٣.

(٢) قال الشهيد حميد في المحاسن ص ٥٨ والوصي المقصود بالذكر: هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # وعلى أبنائه الكرام، وقد انعقد الإجماع من الأمة على إطلاق هذه اللفظة عليه دون غيره من وصى المشائخ الثلاثة، وسائر الصحابة، وقد صارت حقيقة فيه. فإذا قيل: قال رسول الله ÷، أو فعل الرسول - لم يسبق إلى الأفهام إلا أمير المؤمنين # دون سائر الصحابة، ولم يدع أحد من الأمة وصي ذلك لهم، وفي هذا عبرة لمن اعتبر وتبصرة لمن تدبر، وليت شعري كيف يكون وصيَّا على الأمة عموما والثلاثة أئمة قبله، وولايتهم عند من قال بإمامتهم ثابتة، وهل في ذلك إلا المناقضة التي لا تخفى على منصف. وقال: والوصي؛ وهذا يقتضي أن له تصرفًا بعد وفاته على الخصوص؛ لأنه لم يجعل غيره كذلك على الاتفاق، فلا بد من وجه يسند إليه التصرف، ويعقل كونه وصيَّا فيه؛ فهذا رسول الله ÷ ليس له لصلبه ولد صغير، حتى يتصرف عليه علي # بعد وفاته، ولا خلف لنفسه مالا عند جميع مخالفي الشيعة؛ فيكون تصرفه فيه؛ لأنهم يصححون الخبر: «إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة»، ولا إليه التصرف في الأموال التي خلفها رسول الله ÷ لبيت مال المسلمين؛ لأن ذلك إلى =