وإذا قد ذكرنا اسمه # فنذكر صفته #:
  بعلي، وأنه سيفه الذي أهلك به صناديد الكفار، ومنْ وَعْدِ الله له ÷ أَنه يَنْشُرُ علومه، وكان علي # باب مدينة علمه؛ فكان منجزًا لوعد الله سبحانه.
  ومنها: إنجازه # ما وعد الله به رسوله ÷ في الآخرة من الحوض، وأن عَليًّا # هو يذود المنافقين عنه، ويسقي المؤمنين منه(١)، وأنه لا يجوز أحد على الصراط إلا بجواز منه كما يأتي ذلك إن شاء الله تعالى؛ فبهذا يصدق فيه أنه # أنجز وعد الله لرسوله ÷ بمعنى أعان رسول الله ÷ على إنجاز وعد الله له؛ فَإِنَّ اللَّهَ وَعَدَ رَسُولَهُ الحَوْضَ، وأنه يُذَادُ عنه المنافقون، ويشرب منه المؤمنون، وقد كان علي # عَوْنًا لرسول الله ÷ على ذلك، مُنْجِزًا وَعْدَ اللهِ تعالى، وصدق بإعانته بما أراده الله له من الخير والشرف؛ وبهذا ظهر معنى قوله:
  ٣٠ - وَأَخِي قَالَ لَهُ خَيْرُ الوَرَى ... وَهُوَ أَمْرٌ ظَاهِرٌ لَيْسَ خَفِيًا
  وإنما زاده إشارة إلى الرد على مَنْ يزعم أنها لم تكن بينه ÷ وبين وصيها # مواخاة، وأنها إنما كانت بين المهاجرين والأنصار وهو كلام غير صحيح: أما أولا: فلانه ÷ آخى بين المهاجرين بعضهم ببعض؛ فكان أبو بكر أخًا لعمر، وكان زيد بن حارثة أخًا لحمزة؛ ولذا قال - لَمَّا تنازعوا في ابنة حمزة مَنْ يَكْفُلُهَا وحضر علي وجعفر وزيد: ابنة أخي(٢)، وكذلك طلحة والزبير كانا أخوين من المواخاة النبوية(٣).
  وأما ثانيا: فلثبوت الدليل كما أسلفناه، وقد أخرج الثعلبي في تفسيره في تفسير قوله تعالى: {وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ ٢١٤}[الشعراء: ٢١٤] حديثاً طويلًا، وفيه أنه ÷ قال: «مَنْ يُوَاخِيْنِي، ويُؤَازِرُنِي؛ ويَكُونُ وَلِيِّي، ووصيي، وخليفتي
(١) الطبراني في الصغير ٢/ ١٩٣ رقم ١٠١٤، والمستدرك ٣/ ١٣٨، وينظر مجمع الزوائد ٩/ ١٣٥، والجامع الكبير للسيوطي ١٦/ ٢٦٢ رقم ٧٨٩٦.
(٢) هذا مقول القول، وفيه الحجة من الحديث وهو متفق عليه من حديث البراء. وينظر البخاري ٢/ ٩٦٠ رقم ٢٥٥٢ (ر)، ومسند أحمد ١/ ٢١٢ رقم ٧٧٠ (ر)، وابن حبان ١١/ ٢٢٩ رقم ٤٨٧٣، والمستدرك ٣/ ١٢٠، والطبراني في الكبير ٥/ ٨٦ رقم ٤٦٦١، وأبو يعلى ٤/ ٢٦٦ رقم ٢٣٧٩، والبيهقي في السنن ٨/ ٥ (ر)، والنسائي في السنن الكبرى ٥/ ١٦٨ رقم ٥٨٧٨.
(٣) المستدرك ٣/ ١٤، وسيرة ابن هشام ٢/ ١٥٠.