ترجمة المؤلف:
  إبراهيم(١)، والقاضي العلامة محسن بن أحمد بن يحيى الشامي(٢) وغيرهم.
  ثم عاد إلى صنعاء بطلب من الإمام المنصور الحسين(٣) فتلقاه بغاية الإكرام وعرض عليه تلك المناصب التي عرضها عليه والده الإمام المتوكل فاعتذر فطلب نه أن يتولى الخطابة بجامع صنعاء فوافق على ذلك لما في الخطابة من النصح والإرشاد والوعظ وتلك واجبات العلماء. ولما نجم الخلاف بين المنصور وأخيه أحمد بن المتوكل(٤) أمير تعز أرسل المنصور صاحب الترجمة إلى تعز مرتين للصلح بينهما فتم له ذلك، وأطفأ نار الفتنة بعد أن اشتعلت تسع سنين، وأمن العباد، واستقرت أحوال البلاد. ثم ذهب إلى تعز مرة ثالثة مُرْسَلا من المهدي عباس للصلح بينه وبين عمه أحمد بن المتوكل أمير تعز الذي دعا لنفسه بالخلافة وتلقب بالهادي فتمكن صاحب الترجمة من إصلاح الشأن وأخذ البيعة من المولى أحمد بن المتوكل للمهدي عباس وخطب بجامع تعز للمهدي عباس، وقد أشار البدر إلى هذه الإصلاحات في قصيدته الشهيرة التي رد بها على [القضاة] بني العنسي أهل برط مفندا مزاعمهم مبينًا نسبه، وشيوخه، وإصلاحاته، ومؤلفاته، إلخ منها قوله:
  أَنَا هَاشِمِي فَاطِمِي نِسْبَتِي ... إِلَى حَسَنٍ سِبْطِ الرَّسُولِ مُحَمَّدِ
  وَمَذْهَبِي التَّوْحِيدُ وَالعَدْلُ لَا سِوَى ... وَهَذَا لَعَمْرِي دِينُ كُلَّ مُوَجِّدِ
  فَنَحْنُ بَنِي الزَّهْرَا وَأَبْنَاءُ حَيْدَرٍ ... وَرِثْنَا الْعُلَا عَنْ كُلَّ عَالٍ مُمَجَّدِ
  فَجَدِّيَ خَيْرُ الرُّسْل أَحْمَدُ مَنْ بِهِ الُبُرَاقُ ... سَرَى لَيْلًا إِلَى خَيْرٍ مَقْعَدِ
  وَوَالِدِي المَوْلَى الأَمِيرُ ابْنُ حَمْزَةٍ ... عِمَادُ الْهُدَى حَنْفٌ عَلَى كُلِّ مُعْتَدِ
= البدر الطالع ٢/ ٢١٩، ونشر العرف ٣/ ٢٥٣.
(١) علامة في جميع الفنون، كان مشتغلا بالتدريس، وإليه انتهت الفتيا في بلاد شهارة، توفي بعد سنة ١١٦٩ هـ. ينظر: نشر العرف ١/ ١٩.
(٢) فقيه، محدث، شاعر، توفي سنة ١٢١٤ هـ. ينظر: نيل الوطر ٢/ ١٩٥.
(٣) شجاع، بويع بالخلافة بعد والده ١١٣٩ هـ، وتوفي سنة ١١٦١ هـ ينظر البدر الطالع ١/ ٢٢٥.
(٤) أمير، كريم، وسياسي محنك، وجهه والده المتوكل في سنة ١١٣٠ هـ إلى مدينة تعز، وبلادها من اليمن الأسفل، ودام سلطانه أكثر من ثلاثين سنة، توفي ١١٦٢ هـ. ينظر: نشر العرف ١/ ٢١٠.