فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]
  أن ينظر ...» إلى آخره الدالة على كمال تَمَكَّن تلك الصفاتِ في وصيه #.
  تنبيه: في قوله #: يحبني أقوام يدخلون النار في حبي ... الحديث وأحاديث أن من أحبه من أهل الجنة، وأنه لا يدخل الجنة من يبغضه، وأنَّ الويل واللعنة لمن أبغضه كما يأتي إلْمَامُ بما اشتهر من أنه # قَسِيمُ النَّارِ والجنة، وطار هذا في الأفواه كما قال الصاحب بن عباد |:
  على حُبُّه جُنَّة ... قسيم النار والجنه
  وصى المصْطَفَى حقا ... إمام الإنس والجنه(١)
  وقال الإمام المنصور بالله # في قصيدته:
  وَمَنْ قَسِيْمُ النَّارِ بَيَّن لنا؟ ... هذا إلى هذي وهَذَا لِذِي
  وذكر الفقيه العلامة حميد بن أحمد |: في شرحه بإسناده إلى أحمد بن حنبل ¦ أن رجلاً قال له: يا أبا عبد الله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أنَّ عَلِيًّا # قال: أنا قسيم النار؟ قال: وما تُنْكِرُ مِنْ ذا؟ أليس روينا أن النبي ÷ قال لعلي #: «ولا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ»(٢)؟ قلنا: بلى، قال: فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُ؟ قلنا: في الجنة، قال: فأين المنافق؟ قلنا: في النار، قال: فعلي قسيم النار والجنة»(٣).
  وأورد الفقيه حميد | هنا سؤالًا قال: فإن قيل: وكيف يستقيم قوله: لا يحبك إلا مؤمن، والغلاة محبون له وهم غير مؤمنين؟ قلنا: إنهم لا يُعَدُّونَ في محبيه على الحقيقة كما لا يُعَدُّ النصارى الذين قالوا: إن عيسى بن الله مِمَّنْ يُحِبُّهُ على الحقيقة؛ وذلك لأن المحبة لا تصح إلا بالاتباع؛ ومَنْ قال: عيسى ابن الله لم
(١) مناقب آل أبي طالب للمازندراني ٢/ ١٨٣، وينابيع المودة ١/ ٩٩، ونسبها إلى الإمام الشافعي.
(٢) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة عن أم سلمة ٢/ ٨٠٤ برقم ١١٠٢، والترمذي ٢/ ٥٩٥ برقم ٣٧١٧، وراويات عن الإمام علي # أنه قال فيما عهد إلى النبي ÷: «لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ»، وأخرجه الإمام المرشد بالله ١/ ١٣٥، والشهيد حميد المحلي في محاسن الأزهار ٢٠١، وسيأتي تمام تخريجه عند قوله: «ونفاق بغضه».
(٣) أمالي المرشد بالله ١/ ١٣٥، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٢٩٨ - ٣٠١، ومحاسن الأزهار ص ٢٠١.