فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]
  بِأَحَبُّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُل معي من هذا الطائر» قال أنس: فجاء علي بن أبي طالب، فقال: استَأْذِنْ لي على رسول الله ÷، فقلت: هو على حاجة، وأحببت أن يجيء رجل من الأنصار، فرجع ثم عاد فسمع النبي ÷ صوته، فقال: ادْخُلْ يَا علي: اللهم وَإِلَيَّ، اللهم وإلَيَّ، اللهم وَإِلَيَّ» أخرجه ابن عساكر [٣٧/ ٤٠٦].
  وأخرج ابن عساكر أيضًا، عن دينار، عن أنس قال: كنت مع رسول الله ÷ في بستان فَأَهْدِيَ إليه طائر مشوي فقال: «اللهم ائتني بأحب الخلق إليك فجاء علي بن أبي طالب #، فقلتُ: رسول الله مشغول، فرجع، ثم جاء بعد ساعة فدق الباب ورددته مثل ذلك، ثم قال رسول الله ÷: «يا أَنَسُ افْتَحْ له فطالما رَدَدْتَهُ»، قلت: يا رسول الله كنتُ أَطْمَعُ أن يكونَ رَجُلًا من الأنصار! فدخل علي بن أبي طالب فأكل معه من الطير، فقال ÷: «المَرْءُ يُحِبُّ قَوْمَهُ» [٤٢/ ٢٥٣].
  وأخرج ابن عساكر أيضًا عن عبدالله القشيري(١) قال: حدثني أنس بن مالك، قال: كنت أَحْجُبُ النبي ÷ فسمعته يقول: «اللهم أَطْعِمْنَا مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ»، فَأْتِيَ بِلَحْمِ طَيْرٍ مَشْوِيٌّ فَوُضِعَ بين يديه، فقال: «اللهم ائتِنَا بِمَنْ تُحِبُّهُ وَيُحِبُّكَ، وَيُحِبُّ نَبِيَّكَ وَيُحِبُّهُ نَبِيَّكَ» قال أنس: فخرجتُ فإذا عَليَّ بالباب فاستأذنني فلم آذن له، ثم عدت فسمعت النبي ÷ مثل ذلك فخرجت فإذا علي بالباب فاستأذنني فلم آذن له أحسب أنه قال ثلاثا فدخل بغير إذني، فقال النبي ÷: «مَا الَّذِي أَبْطَأَ بِكَ يَا عَلِيُّ؟ قال: يا رسو ل الله جئت لِأَدْخُلَ فَحَجَبَنِي أنس! قال: يا أَنَسُ لِمَ حَجَبْتَهُ؟ قال: يا رسول الله لما سمعتُ الدعوة أحببتُ أن يجيء رجل من قومي فيكون له! فقال النبي ÷: «لا يَضُرُّ الرَّجُلَ مَحَبَّةُ قَوْمِهِ ما لم يُبْغِضُ سِوَاهُمْ» [١٥٣/ ٢٠٠، و ٤٥/ ٨٤].
  وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل من حديث سفينة مولى رسول الله ÷(٢)
= والخَمرُ: ما غَطَّى وستر من شجرة وغيره، فكأن المراد هنا الجلد أو الريش.
(١) عبدالله بن سوادة القشيري البصري، وثقه ابن معين، روى له الجماعة سوى البخاري. تهذيب الكمال ١٥/ ٦٩.
(٢) وقيل: مولى أم سلمة، وهي أعتقته اختلف في اسمه: فقيل: مهران، وقيل: رومان، وقيل: عبس. =