فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]
  قال: أَهْدَتِ امْرَأَةٌ من الأنصار إلى رسول الله ÷ طيرين بين رغيفين فَقَدَّمتُ إليه الطيرين، فَقَالَ: «اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلى رسولك، فجاء علي # فرفع صوته، فقال رسول الله ÷: من هذا؟ قلت: علي، قال: فافتح له؛ ففتحت له، فأكل مع النبي ÷ من الطيرين حتى فنيا»(١).
  وأخرج ابن المغازلي في مناقبه [١٦٨ رقم ١٩٣] بسنده إلى أنس بن مالك قال: أُهْدِيَ لرسول الله ÷ طَيْرُ مَشْوِيٌّ فلما وُضِعَ بين يديه قال: «اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطير» قال: فقلتُ في نفسي: اللهم اجعله رجلًا الأنصار، قال: فجاء علي فقرع الباب قَرْعًا خفيفًا، فقلت: من هذا؟ فقال: علي، قلت: إن رسول الله ÷ على حاجة؛ فانصرف فرجعت إلى رسول الله ÷ وهو يقول الثانية: «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر» فقلت في نفسي: «اللهم اجعله رجلًا من الأنصار، قال: فجاء علي فقرع الباب، فقلت: ألم أخبرك أن رسول الله ÷ على حاجة؛ فانصرف، قال: فرجعت إلى رسول الله ÷ وهو يقول الثالثة: «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر» فجاء علي فضرب الباب ضَرْبًا شَدِيدًا، فقال رسول الله ÷: «افْتَحْ افْتَحْ افْتَحْ»، فلما نظر إليه رسول الله ÷ قال: «اللهم وَإِلَيَّ، اللهم وَإِلَيَّ، اللهم وَإِلَيَّ». قال: فجلس مع رسول الله ÷ يأكل معه من الطير، انتهى.
  قلت: هذا الخبر رواه جماعة عن أنس: منهم سعيد بن المسيب، وعبد الملك بن عمير، وسليمان بن الحجاج الطائفي، وابن أبي الرجال المدني(٢)، وأبو الهندي(٣)، وإسماعيل بن عبدالله بن جعفر ويغنم بن سالم بن قنبر وغيرهم(٤).
= روى له الجماعة سوى البخاري أسد الغابة ٢/ ٥٠٤، وتهذيب الكمال ١١/ ٢٠٥.
(١) فضائل الصحابة ٢/ ٦٩٢ رقم ٩٤٥.
(٢) في الأصل: وابن أبي الرجاء الكوفي، وما أثبتناه من المناقب.
(٣) في الأصل: وأبو الهيد؛ والصواب ما أثبتناه. وفي لسان الميزان ٧/ ١١٨: أبو هند عن أنس حديث الطير.
(٤) مناقب ابن المغازلي الشافعي ص ١٦٥.